مرت سنة 2008 على تلمسان مر السحاب، الذي يسير وكأنه يطير تاركا وراءه جملة من الأحداث العالقة في أذهان سكان المنطقة خلال هذه السنة التي عرفت بعودة الأمن والاستقرار، والقضاء على الشبكات الإرهابية التي تمركزت لوقت طويل بمرتفعات جبال تلمسان. كما عرفت هذه السنة تجفيف بقايا منابع الدعم اللوجستيكي من خلال تفكيك عدة شبكات للدعم ومباغتة عدة ورشات لصناعة الذخيرة والمتفجرات. حيث عاشت سنة 2008 أول قضية تمثلت في محاصرة قوات الجيش ل 20 إرهابيا بمناطق تلمسانالجنوبية انتهى بمداهمة كازمات للإهابيين في غابات جنوبتلمسان، عثر فيها على كميات هامة من المؤونة والذخيرة، وكذا خرائط لتحركات الجماعات الإرهابية ومصادر تدعيمها، ونقاط الدعم وأسماء لعناصر الشبكات النشطة، مما جعل قوات الجيش ومصالح الأمن تستغل هذه المعلومات من أجل الوصول إلى تحركات إرهابيين من قرية سيدي أحمد كانا يزوران أهلهما، حيث تم القضاء عليهما بعد مشادات عنيفة معهما بعد أن تحصنا بإحدى المنازل، هذه العملية تبعثها قضية الإرهابي توقيف العرابي الذي سلم نفسه لمصالح الأمن بمنطقة هنين وقدم معلومات هامة مكنت من توقيف شبكات للدعم بكل من مناطق بني وارسوس، الرمشي، الزوية، وجنوبتلمسان، كما استطاعت مصالح الدرك الوصول إلى ورشتين لصناعة المتفجرات بكل من الحناية والوادي لخضر وحجز 11 قطعة سلاح وكمية هامة من البارود والمعدات العسكرية، كما توصلت مصالح الأمن إلى نقاط التدعيم على الحدود الجزائرية المغربية بمنطقة باب العسة، حيث تم توقيف شبكة تدعم المجموعات الإرهابية بالمتفجرات والصواعق النارية انطلاقا من المغرب وتم حجز أكثر من 80 وحدة منها في عملية نوعية مما قلص حركات الرؤوس الإرهابية بالمنطقة خصوصا بعد القضاء على الإرهابي بلبشير محمد الذي يكنى بأبي ادريس، المعروف بالدليل الرئيسي للمجموعات الإرهابية على المناطق الحدودية بحكم معرفته الجيدة للمنطقة فيما فر رفيق دربه جمال قرقابو نحو الشرق بحثا عن الأمان، كما سيطرت مصالح الأمن على بؤر الإرهاب خصوصا بعد تسليم الذراع الأيمن لقائد الجماعة السلفية للدعوة والقتال بوترفاس عبد الحليم لنفسه، والقضاء على 04 إرهابيين بمنطقة الرمشي عشية زيارة الرئيس بوتفليقة لتلمسان، وأعادت الطمأنينة للسكان كما كانت العملية الأخيرة التي قامت بها مصالح الجيش بعد عيد الأضحى بمغنية أين تم القضاء على الإرهابيين حران (القعقاع وأبو ادريس) دعما قويا ونهاية لرؤساء تنظيم الجماعات الإرهابية بالمنطقة التي تمركزت بتلمسان منذ سنة 1996 لتكون سنة 2008 نهاية لها، في حين عرفت قضايا المخدرات وجرائم التهريب قوة عظمى من خلال هذه السنة خصوصا وأن مصالح الأمن حجزت ما يزيد عن 15 طنا من المخدرات في عمليات مختلفة، حيث عرفت هذه السنة بالكمية وكذا النوعية خصوصا بعد حجز كميات هامة من الكوكايين بمنطقة باب العسة التي تربعت على عرش التهريب خلال هذه السنة، حيث تم حجز 04 قناطير من الكيف بمنطقة السواني على متن سيارة، وبعدها تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات مابين الحدود ووادي السوف وحجز 262 كغ من الكيف ثم توقيف موظف بالضمان الاجتماعي وحجز 40 كغ من الكيف على متن سيارته، وأخيرا حجز 07 قناطير من الكيف بالسواحلية. كلها معطيات جعلت الجزائر معبرا لكل السموم كما عرفت هذه السنة تفكيك أكبر شبكة لتهريب الفرينة نحو المغرب وإحصاء أكثر من 2500 قنطار مهربة، كما كان ختام هذه السنة زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى تلمسان لثاني مرة في عهدته الثانية ليكرمها بغلاف مالي يقدر ب 13 مليار و450 مليون لتسجيل مجموعة من المشاريع الجديدة من شأنها أن تجعل تلمسان أحسن حال خلال سنة 2009 إن شاء الله.