كشف المجاهد عبد القادر بوسلهام أمس ، أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في سنة 1958 ، منع عبور حوالي 80 ألف جندي عراقي عبر الأراضي المصرية للالتحاق بالجزائر، إبان الثورة التحريرية الكبرى للمشاركة في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي. فال ذات المتحدث خلال تدخله أمس في الندوة التاريخية التي نظمتها جريدة المجاهد، والتي جاءت تحت عنوان'' مشاركة الأجانب في الثورة التحريرية''، أن الرئيس المصري قام بهذا الفعل من منطلق الضغوط التي مورست عليه في ذلك الوقت من قبل بعض الأطراف، وخوفا من عدة اعتبارات أخرى لم يذكرها المتحدث. وفي سياق ذي صلة كشف نفس المتحدث أن حوالي 60 بالمائة من خزينة الثورة آنذاك كانت تمول من قبل العراقيين. وأشار إلى أن الثورة التحريرية إلى جانب ذود أهلها عنها إلا أنها عرفت مشاركة إلى جانب الأجانب من مختلف الدول الأوروبية على رأسهم الفرنسيين والألمان والأستراليون، وأمريكا اللاتينية نجد الدول العربية وعلى رأسهم المغاربة التونسيون و الليبيون. من جهتها تحدثت زهرة ظريف بيطاط نائبة مجلس الأمة عن دور الأجانب في الثورة التحريرية، حيث اعتبرت أنهم كانوا يشاركون تحت سقف الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب في تقرير مصيرها، وكشفت عن أصول الأجانب المشاركين في الثروة بقولها ''الذين شاركوا في الثورة التحريرية هم إخوتي من مختلف الأجناس حتى من اليهود والشيوعيين وهم جزائريون حقيقيون" . وقالت ''اليوم علينا توضيح الأمور حتى يمكن تجنب بعض الإنزلاقات ، معتبرة هؤلاء الأجانب كجزائريين لأنهم حسبها تمسكوا بمبادئهم حتى ضد وطنهم، أما عن الإعانات التي كان يقدمها الأجانب للثورة التحريرية فأكدت ذات المسئولة ''أنهم لم يبخلوا بشيء في سبيل مساندة الثوار الجزائريين خاصة من جانب إدخال بعض أنواع التكنولوجيا كالهواتف السلكية والأسلاك الكهربائية التي تستعمل في الأعمال الثورية ومخادعة المستعمر عبر نصب الكمائن له هنا وهناك. وذهبت المجاهدة لويزة اغيل أحريز إلى اعتبار أن مبدأ المساواة هو الذي كان يميز العلاقة بين الجزائريين والأجانب، خاصة في السجون أين كانوا يتقاسمون الرغيف الواحد ، متسائلة في ذات الوقت '' لماذا لا يزالون اليوم في نظر فرنسا حركى". وذكر المجاهد حساني عبد الكريم أنه من عبقرية الثورة الجزائرية أنها جمعت بين مختلف الأجناس مشيرا بالقول ''منهم من ساهم بالقلم والمال، ومنهم من ضحى بنفسه في ميدان الوغى'' وصنف آخر وهم الذين يعيشون إلى اليوم في الجزائر.