حذر كل من البرفسور دبزي رئيس مصلحة داء التهاب الكبد الفيروسي بمستشفى مصطفى الجامعي بمعية عبد الحميد بوعلاق رئيس جمعية مكافحة مرض التهاب الكبد الفيروسي من الخطر الكبير المحدق بصحة الجزائريين جراء إمكانية تنقل الفيروس القاتل بمجرد فحص بسيط على الأسنان، نظرا لانعدام النظافة الكافية عبر اكثر من 80 بالمئة من العيادات الطبية الخاصة بجراحة الأسنان والفحص على الجهاز الهضمي، كما دعا المشاركون إلى إنشاء مرصد للوقوف على احترام شروط النظافة الصحية باعتباره اول واهم شروط مكافحة الأمراض. وخلال الندوة التي جمعت أمس أسرة الإعلام بنواب برلمانيين مختصين في الصحة، بفندق السفير بالعاصمة، بمناسبة احتفال جمعية مكافحة التهاب الكبد الفيروسي بعيد ميلادها السادس، طاف رئيس الجمعية على مجمل النشاطات في الداخل والخارج، مبرزا ضرورة التحسيس بالمرض الذي اكد ان حالاته الظاهرية لا تبدأ سوى في الحالات المتطورة التي تتطلب في الغالب اعادة زراعة الكبد وهي العملية التي ما تزال الجزائر عاجزة عن القيام بها في ظل تكفل طبيب جزائري مغترب ب 4 و5 حالات في السنة في حين توجد أزيد من 50 حالة وأكثر على قائمة الانتظار قال ان مصير جلهم هو الموت المحقق. ورغم اعتراف المتحدث، بالمجهودات التي تقوم بها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الا انه اكد ان المتابعة والرقابة غائبتين في الواقع وانه من الضروري الاستثمار في الوقاية بشكل أفضل من خلال توعية الملايين حول طرق نقل العدوى، كما شجع مبادرة الوزارة المعنية وأيضا النية الحسنة لوزارة العمل والضمان الاجتماعي التي أعلنت استعدادها للتكفل بحالات المرضى. وخلص بوعلاق الى انه قد أصبح بالإمكان تخفيف تكاليف نقل المرضى الى الخارج التي تتطلب أكثر من 2 مليار سنتيم، موضحا ان ذلك ممكن وبعشرات المرات إذا تم الاستثمار في إستراتيجية واضحة في داخل البلاد، علما ان تكاليف المريض بالجزائر قد تفوق ال140 مليون سنتيم . وكانت ''الحوار'' قد سألت بوعلاق عن الإستراتيجية المطبقة لتسجيل المرض ضمن خانة الثلاثة أمراض الأخرى المعترف بالدعم لها من المنظمة العالمية للصحة، حيث اعتبر انه يرأس نائب رئيس الكنفدرالية الدولية لمكافحة المرض التي أسهمت وبشكل فعلي في الأربعة سنوات الأخيرة من عمرها للضغط على المنظمة العالمية واعلن ان نسبة الوصول الى الهدف قد جاوزت ال 80 بالمئة. الى ذلك، طاف البرفسور دبزي على واقع المرض الفتاك الذي كشف عن نسب تتراوح بين 12.15 بالمئة للصنف ب و3.1 بالمئة للصنف ج وهذا على المستوى الوطني وهو ما اعتبره رقم مخيف، مصنفا الجزائر في المرتبة المتوسطة فيما يتعلق بالحالة الوبائية، واشار المتحدث الى استعمال اللقاح المخصص للصنف ب للمواليد 2003 فما بعد بالإضافة الى الأطباء المعالجون ورجال الحماية المدنية، في حين انه اعترف بعدم وجود لقاح خاص بمرض التهاب الكبد من نوع ''جس . هذا وشدد دبزي والدكتور فتحي بن اشنهو بالإضافة الى النائب البرلماني الافلاني الدكتور رزيق على ضرورة اقامة برانامج وطني خاص بالنظافة في العيادات والمستشفيات داعين الوزير سعيد بركات بصفته طبيب ويعرف القطاع للوقوف على هذه المسألة الحساسة جدا حسبهم، كذلك اوصى الحاضرون بضرورة عمل البرلمانيين من اجل تشريع اكثر لصالح حماية مريض التهاب الكبد والامراض الاخرى والالحاح على الجهاز التنفيذي من اجل لامركزية اكثر لعلاج المريض في كل المناطق من الوطن. وفي هذا الصدد تساءل البرفسور رزقي عن ذنب المريض الذي يقطن في بشار والساورة وخنشلة وبريكة وتمنراست وغيرها لقطع الآلاف الكلومترات 4 مرات في السنة لاجراء التحاليل وهو لا يجد لقمة عيشه؟، وفي هذا الجانب ايضا تدخل مسؤول قسم المخابر المركزية بمستشفى مصطفى الدكتور تازير على هذه المسألة الحساسة ومعاناته اليومية مع المرضى.