يشهد نفق قهوة الشرقي ببرج البحري، شرق ولاية الجزائرالعاصمة بدء عمليات الحفر الأولى بعد أن قام وزير الأشغال العمومية عمار غول الأسبوع الماضي، بزيارة تفقدية للمنطقة، النفق الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى بلديات شرق العاصمة والذي يمتد على طوله 140 متر، سيربط كل من بلديتي برج البحري وبرج الكيفان عبر الطريق الوطني رقم ,24 حيث يشكل همزة وصل بين أحياء المنطقة بمجملها. يأتي إنشاء نفق قهوة الشرقي، ضمن الإستراتيجية التي وضعتها الدولة لحل مشكلة اختناق طرقات العاصمة وتسهيل حركية مرور السيارات بالمنطقة، وقد خصصت له مبلغا إجماليا يقدر بأكثر من 100 مليون دينار، حيث يعتبر من بين أهم المشاريع التي سطرتها الدولة في مجال النقل، على غرار مشروع ''الترامواي''، فالنفق يشكل قطعة أساسية ضمن الطريق الوطني رقم 24 والذي سيربط جميع بلديات شرق العاصمة ابتداء من ''الديار الخمسة'' إلى غاية ''رغاية''. وكان وزير الأشغال العمومية الأسبوع الماضي قد أعطى إشارة انطلاق أشغاله الأولى، بعد أن عاتب المسؤولين على تأخر انطلاق أشغال الحفر رغم مرور عدة أشهر من استلامه، وهدد المؤسسة المكلفة بالإنجاز (المؤسسة الوطنية لإنجاز المنشآت الكبرى)، بحرمانها مستقبلا من صفقات مماثلة، وعند اتصالنا بعيسو جعفر الرئيس التنفيذي المكلف بمتابعة المشاريع الكبرى للمنشآت الفنية على مستوى دائرة الدارالبيضاء أكد لنا ''أن أسباب تأخر أشغال الحفر يعود بالدرجة الأولى إلى وجود بعض المنشآت الفنية التي تمر من خلال النفق والتي تطلب منا تحويلها إلى منطقة أخرى على غرار أنبوب الماء الذي يزود جميع أحياء المنطقة بمياه الشرب''. كما أوضح لنا ذات المتحدث أن ''النفق يعتبر تحفة معمارية، وسيسهل من عملية سير المركبات على مستوى المنطقة، خاصة في ظل الازدحام الذي يشهده مفترق الطرق بقهوة الشرقي، حيث يتضمن النفق مسارين في اتجاهين مختلفين، المسار الأول باتجاه الطريق الولائي رقم 149 والثاني باتجاه الطريق الولائي .24 وأضاف ذات المسؤول أن ''إنجاز النفق يمر عبر مراحل ثلاثة، بداية بمرحلة الحفر تحت الأرض إلى مستوى 4 أمتار وبعرض 10 أمتار وهي أصعب مرحلة يمر بها إنجاز النفق، لما يستلزم من كفاءات عالية ومجموعة من التقنيات الإنشائية المتطورة، فضلا عن فريق عمل متخصص قادر على مواجهة التحديات التي قد تنشأ مع أجواء العمل الاستثنائية. ثم تليه مرحلة البناء داخل النفق باستخدام الخرسانة لتثبيت جوانب النفق، ثم تأتي المرحلة الأخيرة والتي يتم فيها تزويد النفق ببعض المنشآت الضرورية، كالإنارة الداخلية وإشارات المرور، مع احترام جميع عوامل السلامة داخل النفق. ومن جهتهم يعتقد العديد من سكان المنطقة، وخاصة مستعملو الطريق الوطني رقم 24 '' أن النفق سيسمح بفك الخناق على مستوى مفترق الطرق بقهوة الشرقي والذي عانى منه المواطنون لسنين عديدة، إضافة إلى أنه سيقوم باختصار المسافات التي كان يقطعها أصحاب المركبات المتجهين نحو برج الكيفان. ومن المتوقع أن تنتهي جميع أشغال النفق خلال شهر أوت القادم من هذه السنة، ليتم السير فيه فعليا، مع نهاية شهر سبتمبر من نفس السنة.