شنت الصحف الإسرائيلية هجوما عنيفا ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على خلفية القنبلة التي فجرها في منتدى دافوس في وجه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بانسحابه من الجلسة احتجاجا على أكاذيبه بشأن محرقة غزة. وذكرت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' على صفحتها الاولى : ''وماذا إذا أطلقت الصواريخ على اسطنبول، فيما عنونت ''معاريف تركيا'' ضد بيريز. وقال الون ليئيل، في ''يديعوت'': ان بيريز ألقى في نوفمبر العام 2007 خطابا تاريخيا أمام البرلمان التركي و''الآن بيريز نفسه تعرض، مثلنا جميعنا، إلى صفعة على الوجه من قبل رئيس الحكومة التركية الذي حول دافوس لفترة وجيزة إلى مصرف صحي لاسطنبول. من جانبها، قالت صحيفة ''هاآرتس'': ''إن محاولة تخفيض التوتر بين تركيا وإسرائيل بسبب عملية الرصاص المصبوب تحولت إلى مواجهة علنية بين بيريز وأردوغان". وأكدت الصحيفة أن الأزمة الجديدة تأتي في إطار البرود الذي شاب العلاقات بين البلدين بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي استمر لمدة 22 يوما، وما أعقبها من انتقادات حادة وجهها أردوغان لإسرائيل، ولاسيما رئيس الوزراء إيهود أولمرت. أما صحيفة ''معاريف''، فقد ذهبت لأبعد من ذلك في تعليقها على هذه الحادثة؛ حيث اعتبرت أنها زادت من حدة التوتر في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة. وأضافت الصحيفة أن بيريز تهرب من تساؤلات طرحها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية حول موقف إسرائيل من عملية السلام في الشرق الأوسط، وركز خطابه للرد على كلام أردوغان بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. في نفس السياق، أرسلت جماعات ضغط يهودية بالولاياتالمتحدة رسالة احتجاج إلى أردوغان، على ما اعتبرته ''معاداة السامية'' في المواقف التركية الرسمية والشعبية حيال محرقة غزة، وهو ما وصفه مراقبون بأنه ''تهديد مبطن'' لأنقرة بأنها قد تفقد دعم هذه الجماعات في قضية مذابح الأرمن، بحسب صحيفة ''زمان'' التركية. وقالت الصحيفة التركية في عددها الصادر امس السبت إن جماعات ضغط يهودية أمريكية بعثت برسالة احتجاج مشتركة إلى أردوغان، أعربت فيها عن قلقها بشأن ما وصفته ب''موجة معاداة السامية'' في أعقاب محرقة غزة التي استمرت أكثر من 22 يوما، وأدت لاستشهاد أكثر من 1300 شخص معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 5400 آخرين، كثير منهم إصابته خطيرة. واعتبرت الرسالة أن ردود الفعل التركية ''كانت عنيفة جدا '' إزاء العدوان الأخير على غزة، مشيرة إلي أن محاصرة متظاهرين لمقر القنصلية الإسرائيلية في إستانبول في إحدى التظاهرات يعد من أكثر الحوادث التي أثارت غضب يهود الولاياتالمتحدة'' والتى كشفت عن كراهية الأتراك لليهود، على حد قول جماعات الضغط. في الأثناء، تحرك اللوبي الإسرائيلي في الإعلام التركي سريعاً منذ بدء ظهور مواقف رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ومسؤولين أتراك آخرين المؤيدة بشدة للشعب الفلسطيني والمنددة أيضاً بقوة للعدوان الإسرائيلي على غزة. وتركزت انتقادات اللوبي المذكور، وكلهم بالطبع من الأقلام التركية، على أن مواقف أردوغان المنحازة لمأساة الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حركة حماس سوف تخرج تركيا من دور الوسيط النزيه والحيادي كما بين سوريا وإسرائيل كذلك بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وعموماً في مجمل قضايا المنطقة.