أجمع جل الأعيان والمنتخبين ببلدية بريان على ضلوع أطراف خفية في الأحداث المأساوية التي عرفتها المدينة مؤخرا، بعد تجدد المواجهات وأعمال العنف والتخريب التي خلفت قتيلا وعشرات الجرحى، وقال هؤلاء أن هذه الأطراف هي التي تلعب على وتر الفتنة من خلال تحريك الشباب والدفع بالوضع نحو التعفين لتحقيق مآرب ومصالح لم يحددوها واكتفوا بوصفها ب''الضيقة". وقال أحد أعيان بريان في تصريح ل ''الحوار'' أن الوضع المأساوي الذي وصلت إليه بلدية بريان من أحداث عنف نشرت الرعب والهلع في أوساط السكان، مدبر ومحبوك بدقة إلى درجة أن عجزت السلطات الولائية رفقة الأعيان والمنتخبين في كبح جماح الشباب الثائر والسيطرة على الوضع. وأضاف هذا المتحدث قائلا ''أنا متأكد من ضلوع جهات خفية في الأحداث لأنها في كل مرة هي التي كانت تحرك وتدفع بالشاب الإخوة إلى التناحر لأسباب تبقى مجهولة... ". وعن جهود التهدئة التي بذلت في هذا الاتجاه، قال ذات المتحدث أن الكل يتحرك وفي كل الاتجاهات من أجل إخماد فتيل هذه الفتنة بداية بالسلطات الولائية والمجتمع المدني والأعيان، واعترف المتحدث بضراوة الأحداث وتشعبها إلى درجة أنه قال بان هذه الجهود بقت عاجزة لحد الآن عن إيجاد الحلول، رغم أن الوالي انتقل إلى عين المكان من أجل الإشراف على هذه الجهود ميدانيا وكاد أن يكون من ضمن الضحايا بعد محاولة استهدافه شخصيا. وأضاف محدثنا ''الكل في بريان يأسف ويبكي لحالة اللاأمن التي أصبحت السيدة في المدينة الهادئة". وبين أعمال العنف والمواجهات في الأحياء المعروفة خصوصا بكاف حمودة، تبقى مشاهد النيران والعائلات التي فضلت مغادرة المدينة والأخرى التي فضلت النزوح إلى أسطح المنازل هربا من الدخان الكثيف التي انتشر بالمدينة إلى درجة عجز الأطفال والشيوخ والنساء على استنشاق الهواء، بسبب الغازات المسيلة للدموع من قبل قوات الأمن والدرك الوطني التي تبذل جهودا جبارة في سبيل السيطرة على الوضع ميدانيا. وعلى صعيد آخر كان الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية دحو ولد قابلية قد توجه إلى مدينة بريان من أجل معاينة الوضع والإشراف على عملية حفظ النظام العام رفقة السلطات الولائية والقوات المشركة للأمن. وكان ولد قابلية قد أكد بمجرد نزوله ببريان أن الدولة تعارض بشدة مقترح فصل الأحياء في بريان، وأكد على أن أهل هذه المدينة يجب أن يعيشوا كما جرت العادة في أمن ووئام غير انه ألح على ضرورة معالجة الأزمة نهائيا وصد أبواب الفتنة في وجه محريكيها من أجل المصلحة العامة .