بداية نطرح سؤالا ربما يطرحه الكثيرون من القلة القليلة التي تعلم بوجود جزيرتين عربيتين اسمهما ''صنافير وتيران'' المحتلتين من طرف الكيان الصهيوني إسرائيل ، والسؤال هو لمن تعود أحقية الجزيرتين العربيتين للسعودية أم لمصر وما مصيرهما ؟ سؤال طرحناه نحن أيضا إلا أننا لم نجد له جوابا نظرا لغموض المسألة وغياب أصحاب الدراية والإلمام بهذا الملف ممن عايشوا أو شاهدوا مسح الجزيرتين من على الخريطة العربية في صمت مشين لبعض الجهات ، وهناك حتى من تبرأ يومها من تبعيتها له براءة الذئب من دم يوسف لذلك حاولنا البحث عن أي وثيقة للاستناد عليها أو مصدر موثوق لكن صراحة كان البحث عليها يفوق أو أصعب من البحث عن معدن الزئبق الأحمر، فكاد ذلك أن يحول دون وصولنا إلى ما هو بين أيدينا وهي بعض المعلومات استقيناها وجمعناها من بعض الخيريين المطلعين بقضية الجزيرتين وان كان معلومات قليلة إلا أننا أردنا بها ولو التنبيه كأضعف الإيمان إلى خطورة مصير الجزر و لفت انتباه الرأي العام العربي حول هذه القضية التي ماتت مع ضمائر من عاصروها ودفنوا سرها وتعدو رميم ، ولمن لا يعرف هذه الجزر فإليه هذه اللمحة التاريخية والجغرافية الإستراتيجية لجزيرتي صنافير وتيران ،إذ أن صنافير جزيرة تابعة للمملكة العربية السعودية تقع إلى الشرق من مضيق تيران الفاصل بين خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبلغ مساحة الجزيرة صنافير 33كلم مربع أما جزيرة تيران 80كلم مربع، وهي تابعة لجمهورية مصر العربية بعد أن تنازلت عنها المملكة العربية السعودية لمصر بطلب من الأخيرة لتكون قاعدة عسكرية لها إبان حرب 1967 لكن هناك من يقول أن السعودية تخلت عنها لمصر خوفا من الفضيحة، أي فضيحة الاحتلال وفي كل الأحوال هي جزر عربية محتلة حتى اللحظة وهذا ما يهمنا ، وقد تم احتلالهما من طرف إسرائيل خلال حرب 1967 علما انه سبق لإسرائيل أن احتلتها لفترة من الزمن قبل أن تدخل مصر في مفاوضات مع الكيان الصهيوني بشأنها بينما لم يبد الجانب السعودي أي اهتمام لها وهو الذي تعهد للصهاينة أن تبقى تيران منزوعة السلاح، وكان ذلك قبل سنة 1956 تاريخ احتلالها من قبل الصهاينة حسب ما كشفت عنه بعض الوثائق الأمريكية مؤخرا التي تقول أيضا أن الرد الإسرائيلي على تعهد السعودية بإبقائها منطقة منزوعة السلاح كان سلبا بحجة أن ثلاثة من المسلحين المقاومين يمكنكم السيطرة على الجزر وبالتالي غلق المضايق الحساسة في وجه الملاحة حيث أنها تعتبر منفذا تجاريا استراتيجيا هام لإسرائيل نحو آسيا والقارة الإفريقية ومن خلالها كانت تتزود إسرائيل بالنفط الإيراني إبان حكم الشاه، وقال إسحاق رابين حين رد على المبادرة السعودية التي عرفت بالتعهد وكان وقتها سفيرا لإسرائيل بالولايات المتحدةالأمريكية قال: سترتب هذه القضية ضمن اتفاق كبير بين البلدين أي إسرائيل والسعودية وبقى مصير ذلك الاتفاق مجهول لحد الساعة سواء تم وبقيت بنوده سرا من أسرار خرائط الكنوز أو لم يتم وبقى مصير الجزر مرهونا تحتله أطنان من الألغام التي وردتنا معلومات عن قيام الصهاينة بغرسها في كل شبر من تراب الجزر وبقيت السعودية ومصر محرومتين حتى من مد جسر عبر الجزر، يربط بين المملكة السعودية ومصر يسهل حركة التواصل التجاري والسياحي كما كان يأمل وخططوا له مؤخرا إلا انه تم إجهاض المشروع في ظروف غامضة التفسير الوحيد لذلك أن من يسيطر على الجزيرتين هو من قام بتوقيف المشروع الهام، وحرم دولتين مهمتين بالنسبة لبعضهما على كذا من صعيد فهذه هي نتائج سياسات الخنوع . وبعد كل هذا لنا سؤالان في سؤال نطرحه هل جزيرتا صنافير وتيران مفقودتان أم أسيرتا حرب ولم كل هذا الصمت الرسمي يقابله صمت كل تلك الترسانة الإعلامية العربية، التي فتشت ودخلت في جحر النملة، لكن غضت البصر عن حقيقة ومصير هذه الجزر العربية ؟؟