قالت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها تدعم مسار التسوية العادل الذي يمكّن شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره، وجاء هذا الكلام أمس السبت على لسان سفيرها لدى الجزائر السيد حسين عبدى ابيانه، كما أعلن الرجل عن رغبة طهران الشديدة في انجاز مشروع مصنعي السيارات النفعية بالجزائر والذي سيخصص الأول منها للتركيب والثاني للإنتاج، كما ثمن السفير الإيراني المجهودات الشخصية لقيادة البلدين ممثلة في الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيره محمود أحمدي نجاد في تطوير هذه العلاقات والتي تمتد إلى عقود خلت. وكان السفير المفوض فوق العادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجزائر حسين عبدى ابيانه، قد عقد مؤتمرا صحفيا، بمناسبة مرور الذكرى الثلاثون لقيام الثورة الإسلامية الإيرانية التي قادها الزعيم الراحل الخميني، و حضرته أسرة الإعلام الوطنية وممثلين عن وسائل الإعلام الأجنبية، طاف من خلالها السفير ابيانه، على منجزات الثورة الإسلامية والتي كان من أخر ما حصدته إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء والذي يعد قمة في الاختراعات التي صنعتها أيادي الفرس الذين ولدوا بعد العام ,1979 مشيرا لاستعداد بلاده لنقل آخر ما تلقته التكنولوجية والبحوث في الجمهورية الإسلامية لأصدقائها في العالمين العربي والإسلامي، مشيرا أن إيران مستعدة للمساعدة الجزائر في جميع المجالات، ومبرزا أنها أي الجزائر كانت وما تزال تشكل للإيرانيين مضربا في المقاومة والدفاع عن المبادئ، ونوه أيضا بالعلاقات السياسية بين البلدين لاسيما مع ما كرسته زيارات نجاد وخاتمي من قبله للجزائر وزيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لطهران في العام المنقضي، مبرزا مقولة الرئيس محمود احمدي نجاد لصديقه بوتفليقة ''من أن العلاقات بين البلدين لم ولن يكون لها حدود" . وبلغة المؤشرات والأشياء الملموسة، استعرض الرجل في هذا السياق زيارات كبار المسؤولين في الجزائروطهران لبعضهما البعض، وذلك من اجل إحياء نشاط اللجان المشتركة لاسيما في المجال الاقتصادي للرفع منه أكثر، خصوصا مع القدرات الهائلة للبلدين في مجال مصادر الطاقة، وباعتبارهما من اكبر البلدان المصدرة للغاز والبترول في العالم، وفي هذا الصدد كشف السفير الإيراني أن الاتفاق الذي وقعه عن الجانب الجزائري، الوزير عبد الحميد طمار وزير الصناعة في العاصمة طهران حول مصنع السيارات بالجزائر ، كشف انه ما يزال ساريا وينتظر تفعيله مع انتهاء الانتخابات الرئاسية في الجزائر المزمع عقدها هذه السنة، وابرز المتحدث أن إيران ستصنع مع الجزائر 3 أنواع من فئة السيارات صنف ''ب'' وهب السيارات النفعية الموجهة لنقل الأشخاص والتي يكثر عليها الطلب كثيرا في بلادنا. وفي هذا السياق دائما، وفيما يخص العلاقات الاقتصادية الجزائرية-الإيرانية، كشف المتحدث أن الخط الجوي الجزائر-طهران على وشك أن يفتح قريبا، لكنه شدد على انه يجب أن يسبقه إشهار وتسويق جيد لكي لا نضطر إلى توقيف الخط نظرا لعدم نجاعته اقتصاديا، بالرغم من انه اعترف بوجود حركية بين رجال الأعمال الجزائريينوالإيرانيينوالجزائريين الذين يتجهون صوب الصين انطلاقا من طهران وباقي العواصم الأسيوية. من جانب آخر، وفيما بخص النزاع في الصحراء الغربيةالمحتلة، أعلن حسين عبدى ابيانه، أن طهران تعترف ومنذ زمن بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مشيرا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤيد حل سلميا لمشكلة الصحراء الغربي، شدد على انه يجب أن يضمن حق الشعب الصحراوي في الإبداء عن رأيه دون قيد أو شرط مسبق، موضحا أن بلاده كانت وما تزال أن توفق الأممالمتحدة في تطبيق مسار السلام العادل وتسريع المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية لحل هذا المشكل. على صعيد أخر أكد السفير ابيانه أن دول استعمارية سابقة ما تزال تود أن تفرض أجنداتها على المنطقة والجيران، حين تطرقه إلى مشكلة الجزر المتنازع عليها مع دولة الإمارات العربية المتحدة. ودائما وضمن نطاق ما يدور على صعيد العلاقات السياسية والعسكرية الدولية، اعتبر ممثل إيران لدى الجزائر، انه لا فرق بين فوز نتنياهو الذي بتقدم حسب استطلاعات الرأي وبين منافسيه، معتبرا إياهم كلهم مجرمي حرب يجب محاكمتهم، ومشبها ثرثرة دولة إسرائيل ووعيدها بالبعوضة أمام الفيل الذي لا يشعر بلسعاتها وهو في طريقه للنهوض، كما أثنى الرجل على من اجتمعوا في الدوحة وعلى رأسهم الرئيسين نجاد و بوتفليقة، وكل من عملوا على كسر الحصار على غزة . وفي الأخير، أعرب سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية لدى الجزائر حسين عبدى ابيانه، عن أمله في تغير السياسة الخارجية الأمريكية مع صعود باراك أوباما، موضحا أن بلاده تعتقد أن التغيير لا يكمن في غلق سجن غوانتنامو المسيج، لكنه قال بأننا نعتقد أن التغيير يبدأ بلجم متابعات عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية في الخارج، وهو ما لم نشهده مع أوباما الذي أعلن تقوية مجال عمل الاستخبارات الخارجية الأمريكية فيما اعتبره الحرب على الإرهاب.