ما تزال الضبابية تُخيم على “الندوة الوطنية الجامعة” التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خاصة في ظل الأحداث التي تشهدها الجزائر وفي ظل اتساع رقعة الحراك الشعبي الرافض لقرار تمديد عهدة الرئيس بوتفليقة ولتأجيل الرئاسيات، فالعديد من الأحزاب السياسية أعلنت سابقا عن المشاركة في ندوة الاجماع إلا التساؤلات تطرحها نفسها بقوة حول تمسكها أو تراجعها عن قراراتها ، أما أحزاب المعارضة فهي ترفض المشاركة في الندوة على اعتبار أن الأخيرة ستكون بأشراف الرئيس بوتفليقة، فما هو مصير ندوة الإجماع ؟ وهل ستكون الفيصل في حلحلة الأزمة؟. وتعيش الجزائر مرحلة مفصلية من تاريخها خاصة مع تزايد الحراك الرافض “للنظام الحالي” ، وتراهن السلطة بالبلاد على الندوة الوطنية الجامعة لحلحة الأزمة وإرضاء كل الأطراف ولتلبية المطالب الشعبية ، وتم تداول اسم الدبلوماسي السابق الأخضر الإبراهيمي، لترأس الندوة الوطنية إلا أن الأخير نفى وجود قرار رسمي يقضي بتعيينه على رأس الندوة حين قال:”هناك من يدعي أنني عينت رئيسا للندوة الوطنية، هذا كلام فارغ”، مستدركا تصريحه بالقول:”.. إذا طلب مني وأنا أقدر على ذلك فلا أستطيع أن أقول لا”. وأعلنت أحزاب المولاة سابقا عن دعمها اللامشروط لندوة الاجماع الوطني والمشاركة فيها، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر “تاج”، بالإضافة إلى التحالف الجمهوري والحركة الشعبية وغيرها من الأحزاب الموالية للسلطة ، إلا أن التساؤلات التي تدور في الصالونات وبين المتتبعين للشأن السياسي تطرح نفسها بقوة حول استمرار تسمك هذه الأحزاب بموقفها في ظل الحراك الشعبي القادم والمتصاعد، وبالمقابل ترفض بعض أحزاب المعارضة المشاركة في الندوة على اعتبار أنها ترفض مبدئيا قرارات الرئيس بوتفليقة بتأجيل الرئاسيات وتمديد العهدة الرابعة ، فيما قد تشارك أحزاب محسوبة على المعارضة في حال انسحاب الرئيس بوتفليقة من الحكم وهو الأمر الذي دعت إليه زعيمة حزب العمال لوزية حنون أول أمس، ألا أنها لم تعلن نيتها بخصوص المشاركة في ندوة الإجماع من عدمها. هذا وأعلن حزب “طلائع الحريات” الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق علي بن فليس عدم مشاركته في ندوة الاجماع الوطني، مؤكدا أن مضمون رسالة الرئيس بوتفليقة “ينفي كل شرعية للندوة الوطنية المعلن عنها والموصوفة بالمستقلة لصياغة دستور جديد”، ومن جانبها نفت جبهة القوى الإشتراكية رسميا أول أمس، تلقيها أي اتصال للمشاركة في الندوة الوطنية، وقال السكرتير الأول للحزب حكيم بلحسل، إنه “لم يتم الاتصال بجبهة القوى الاشتراكية مطلقًا للمشاركة في ندوة التوافق التي تنظمها السلطة”.