بقلم : رضا بن عاشور قبل أيام،احتفل مثقفون بذكرى وفاة (العلامة) عبد الحميد مهري وهو مناضل وسياسي ومفكر يعد أشهر من نار على علم أي على جبل . موضوع اللقاء جاء تحت عنوان البعد المغاربي للرجل، و ليس البعد الوطني ، فهذا قد يشكل حرجا كبيرا بالنسبة اليهم ،بالنظر الى كون صاحبنا و ليس صاحبهم حلل بنية النظام و كان جزءا منه قبل أن ينقلب عليه ، فلاقى على يديه الغليظتين شتى أنواع الحصار مثلما تلاقي ايران من أمريكا. وعندما يذكر المجتمعون بموقف اخر حكيم في الجزائر على ما يبدو بعد ان حالت السلطة دون ظهور خليفة له الراسخ من قضية المصير المشترك للمغاربة ،فان ذلك لايمكنه أن يضيف شيئا ذا بال . فهذه الوحدة و الوخذة قد لا تتحقق الا بعد أن تطلع الشمس من الغرب،مع أن كل الاسباب و المسببات مهيأة لتلك العملية ،بما فيها صنع الكسكسي كما قدم ملفه الى اليونسكو باعتباره تراثا مغاربيا مشتركا. الاصل في الاحتفاء بذكرى مهري ان يتم اسقاط ما وصل اليه النظام من انسداد على ما كان يحذر منه مهري قبل سنوات حول الحزب الغطاء للسلطة الفعلية كما كان يصف دور الافلان ولو أن اسماء شخصيات سادت و مابادت أمثال حجار و حمروش وبلخادم و معها الجنرال توفيق و (تلفيق)الذي عمر في المخابرات مازالت فيها بعض الحياء ،لذهبت الى حيث دفن الحكيم ،وطلبت منه الاعتذار مجددا عل الانقلاب (العلمي) الذي نفذوه ضده ،على الاقل بعد أن صار واحد من غير مناضلي الافلان يحكمهم و يعرف أحسن منهم..