تسدل قناة "الشروق نيوز"، الليلة، الستار على الملحمة الوثائقية، حول شيخ السياسيين عبد الحميد مهري، ضمن التحقيق الاستقصائي "الحكيم والسيستام" ببث الحلقة الخامسة والأخيرة، المعنونة ب "مهري.. والانقلاب"، وهي حلقة "مسك الختام" المزدحمة بالوقائع والمتخمة بالأحداث، والمترعة بالكنوز.. الليلة في الساعة 21.00 عبر "الشروق نيوز". ثمة من يتساءل، لماذا لم يقاوم مهري؟ وهو صاحب الشوكة في النضال، والصلابة في المواقف، والبأس في السياسة، لماذا لم يقارع ويصارع؟ فكيف لمن كان حكيما في مجلس الثورة والحكومة المؤقتة، يرضى بتسهيل المهمة على المكلفين أصلا بمهمة؟ وهو المقتدر على قلب الموازين يوم دورة سان جورج، وهو الذي دأب على مدار ثماني سنوات، التي تقلد فيها الأمانة العامة، على تقاليد سياسية، جدول أعمال الدورات، دون تقديمها عن باق النقاط، وكان بإمكانه كذلك "كركبة" المطالبين بها، إلى اليوم الثالث من الدورة، لماذا لم يفوت على "المتآمرين" فرصة تنحيته، ما الذي منعه من فعل ذالك؟. حسب أنصار الراحل مهري، فإنه سهّل المهمة على خصومه، عندما أعطى الأولية للشروع في النقطة النظامية، الداعية إلى طرح موضع سحب الثقة من الأمين العام، لأنه تيقن من عدة مصادر لا يرقى لها شك، أن الأمر قد حسم، وانه جاء لدورة سان جورج، وهو مدرك أن مهامه ستنهى، من طرف السلطة الفعلية آنذاك، التي لم يقبل مساومتها حزبيا، ولم ينحني لها سياسيا.ذ في حين يؤكد خصوم مهري، أن الأخير دفع بطريقة غير مباشرة، نحو الإقالة وليس الاستقالة، لأنه كان يرغب في قرار نفسه، التخلص من "لعنة" سانت إيجيديو، التي فتحت عليه باب لا يغلق إلا بمغادرته، فآثر الرحيل، وخاصة عندما سمع أسماء تتلى عليه، كان يعتقد أنها أقرب إليه من حبل الوريد. يحياوي وبن حمودة وحمروش.. السباق البومديني خلافة مهري حرّكت "غيرة وقريحة" الكثيرين، كطموح لخلافته وجموح لوراثة زعماته، فقد تحرك العقيد محمد صالح يحياوي، الذي هَمَّ بالترشح ثم تراجع، ولم يعرف إلى حد الآن سبب الدافع أو التراجع، في المقابل ترشح مولود حمروش فجأة، بعد أن قدمت السلطة مرشحها الذي جلبته من البيت، بوعلام بن حمودة "المتململ". وحسب شهادة عضو المكتب السياسي وقتها عبد الرحمان بلعياط، فإن حمروش وقع ضد مهري، وقد تفاوضوا معه ووعدهم بجلب 40 صوتا، مقابل ضمان له حصته بمعية "الحمارشة"، في المكتب السياسي شريطة عدم ترشحه، وحسب شهادة حجار على لسان صالح حكيمي، فإن حمروش "خانهم" بعد أن تفاوضوه معه، واتفقوا على عدم ترشحه ضد بوعلام بن حمودة مرشح السلطة الفعلية، فلماذا خان حمروش مرتين، الأولى عندما وقع على تنحية مهري، وهو الذي رافقه سياسيا ونضاليا لردح من الزمن؟ بل كان يرى فيه مهري، انه أفضل الموجود في الآفلان وقتها، بل قالها صراحة يوم انعقاد دورة سان جورج، "أرغب في أن يخلفني سي مولود على رأس الآفلان"..هذا الأخير تفاوض خلسة تحت الطاولة مع حجار وبلعياط "عكازي" ما عرف بالمؤامرة العلمية، ثم خان في المرة الثانية عندما نكث اتفاقه معه وترشح بغتة. الورقتان.. خديعة المصاحف فوق السيوف بعدما باغت حمروش السلطة الفعلية بترشحه، اهتدت إلى حيلة تقنية، لقطع الطريق عليه سريعا، كونه امتداد للأطروحات المهراوية حسبها وزكت بالمقابل خيار القطيعة ع خط مهري الذي يمثله بوعلام بن حمودة مرشح السلطة الفعلية خلال التسعينيات، في قناعة منها لا يمكن أن تسقط ديمقراطي ليخلفه إصلاحي، وهنا أوعزت لأحد الحمارشة، عندما مررت عليه "خديعة" الورقتين، فألتهم الطعم ودفعته من حيث لا يدري، بان يقترح تصويت نظام الورقتين كمطلب "حمروشي" والاستغناء على الطريقة الكلاسيكية "نعم" أو "لا". ..هكذا غرر فاعلون في السلطة آنذاك بجماعة حمروش، وهزمت سي مولود بخمسة أصوات فقط، كلها من معسكره، هكذا أعد هؤلاء سما ناقعا فسقت أخرهم بكأس للأول، وقد نجحوا في فرض بن حمودة، عندما كانوا يحاسبون، المصوتين عند عتبة باب الخروج، بإظهار ورقة التصويت ليطمئن قلبهم، وكان لهم ما أرادوا، عندما خرج بوعلام بن حمودة في أول ندوة صحفية، لينسف عقد روما عن بكرة أبيه، بتصريحه الشهير" العقد الوطني تجاوزه الزمن". المأساة.. الجواز والجنازة عاش مهري مأساة إنسانية "مؤسفة" للغايى، عندما دفع بأثر رجعي، فاتورة غضب السلطة عليه، لكنه حسب مقربيه، كتم غيضه ولجم غضبه، وتألم في صمت، ورفض الخضوع والخنوع، وقد تعرض بعدها إلى سحب جواز سفره الدبلوماسي عندما كلفت السلطة "المتحمس" وزير الخارجية آنذاك أحمد عطاف (خون مهري عشية توقيع عقد روما) لمعاقبة مهري. ورغم الرصيد النضالي، والتراكم السياسي والزخم الثقافي لمهري، لم يمنع أطرافا في السلطة التي أطاحت به، من مواصلة الإمعان، في أذيته شخصيا ورمزيا، وهي التي حرمت زوجته من أي تكفل صحي، رغم معاناتها الشديدة من مرض عضال، استوجب على مهري نقلها إلى باريس لتلقي العلاج،مما جعله يؤجر بيته الوحيد في حيدرة، حتى يتمكن من تكفل بها(مصاريف العلاج)، ولم يتوسل أو يتسول، وحتى عند وفاتها لم يجد بيتا يقيم فيه سرادق العزاء، إلا بيت من ثلاث غرف يعود لشقيقته، حرم صهره الشاعر والدبلوماسي عبد الرحمان بلعقون، حيث استقبل مهري وأفراد عائلته، جموع المعزين في مرآب السيارات التابع للعمارة، وهو الذي تدفقت عليه كبار الشخصيات لتعزيته، وعرض وقتها عليه رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، إقامة عزاء حرمه في احد "شالهيات" إقامة نادي الصنوبر، لكنه رفض. بيت مهري.. السطو والردع يعود منزل عبد الحميد مهري بحيدرة لصاحبه عبد الله بن طوبال أحد الباءات الثلاثة، الذي تخلى عنه لصالح مهري، الذي لم يكن يملك عندها منزلا يؤويه، حيث كان مقيما في مسكن وظيفي، داخل حرم المدرسة العليا لترشيح المعلمين ببوزريعة منذ 1963، حتى جاءت ألفتة الكريمة، من عبد الله بن طوبال بداية سنة 1979،عندما وهب لمهري بيتا كان في حالة مهترئة، فأرتئ مهري أن يأخذ وقتا لترميمه، ليتعرض هذا البيت لعملية سطو من طرف (أحد ضباط فرنسا)، وتعفف مهري أن ينازعه الملك، وكان قرابة هذا البيت يسكن قائد الولاية الثانية التاريخية، صالح بوبنيدر المكنى بصوت العرب (رفيق وجار مهري في واد زناتي أيام الصبا) الذي لمح ولوج وخروج، رجل غريب من بيت مهري "قيد الترميم" فتقدم إليه وسائله،عن سبب تواجده، ليخبره "الضابط" انه صاحب البيت. ..قرعه وهدده إن لم يترك البيت قبل 24ساعة، ليتوجه صوت العرب مباشرة وهو يستشيط غضبا إلى رئاسة الجمهورية بذلك، فقابل الرئيس الشاذلي بن جديد، الذي يكن احتراما منقطع النظير لصوت العرب، هذا الأخير أخبر الرئيس بالتصرف الوضيع والشنيع، لهذا الضابط في حق قامة مثل مهري، ليكلف الرئيس الشاذلي بن جديد على الفور(لم يكن الشاذلي وقتها قد صاهر مهري بعد) قاصدي مرباح رئيس جهاز الاستخبارات، بالتكفل بمهمة الضابط المعتدي، الذي حمل عفشه على جناح السرعة وغادر مهرولا، ليتكفل وقتها ضابط جيش التحرير عبد الرزاق بوحارة، الذي كان واليا على العاصمة، بالتسوية الوضعية القانونية للبيت "المختطف" لصالح رفيق درب الثورة عبد الحميد مهري. حكاية الوزير بوعلام باقي عند عودة المجاهد الراحل محمد بوضياف ليرأس المجلس الأعلى للدولة بداية التسعينيات، وفي لقاء مع كبار قيادات حزب جبهة التحرير، اللذين تداولوا على الكلمة، حتى وصل دور بوعلام باقي، وزير الشؤون الدينية، وقد تناول الشاذلي بكثير من المساوئ سلخا ومسخا، وهو صاحب الفضل في توزيره، وتعيينه في المكتب السياسي عبر وساطة عائلية، وهو الذي كان مجرد مدير التربية في وهران، فاخذ الوزير بوعلام باقي يمجد السلطة الفعلية آنذاك، التي انقلبت على الشرعية. وبعد أن فرغ من كلامه، انبرى له مهري بمقولة يونانية " حتى انت يابريتيس" وهي قصة حارس أحد حكام اليونان، الذي غدر وطعن قائده بعد رحلة إخلاص ووفاء زائف، فلا الرئيس بوضياف ولا الوزير باقي بوعلام فهم تلك المقولة بطعم اللطمة واللكمة، والتي لم يستوعبها، إلا البعض الذين يعدون على رؤوس الأصابع في تلك القاعة، يتقدمهم الموسوعة مولود بلقاسم نايت بلقاسم، الذي دخل في حالة ضحك هستيري، حتى سقط من كرسيه، وشكلت له تلك الإجابة المفحمة من مهري باتجاه الوزير المنقلب على عاقبيه، صدمة حضرية لمولود بلقاسم، الذي توفي بعدها بأيام قليلة. حكاية العقيد الحاج لخضر الندوة الوطنية التي دعا لها عبد الحميد مهري، عشية استلامه الأمانة العامة للآفلان، والتي عارضها الرئيس الشاذلي بن جديد، تحت مبرر أنها تمكن من عودة الوجوه القديمة للجبهة، وهو المتوجس من عودتهم ريبة وخيفة، وأثناء تلك النقاشات الساخنة تقدم عقيد جيش التحرير، عبيدي محمد طاهر، المدعو الحاج لخضر، موجه كلامه لعبد مهري بقوله: "ياسي عبد الحميد،المجاهدين الذين دورتهم بيك،واحد فيهم ما ضرب رصاصة أيام الثورة"، يرد مهري: "حتى أنا لم أطلق رصاصة واحدة أيام الثورة" يجيبه الحاج لخضر: "لا لا..لا أقصدك أنت بل لي معاك،أما أنت فقد جاهدت أكثر منا نحن الذين كنا نحمل السلاح في الجبال". حكاية المناضل بوبكر شيخة في الاجتماعات الهيكلية الدورية، التي يعقد مهري مع أعضاء اللجنة المركزية، كان يلاحظ عليه دوما لغة الإصغاء، وهي صفة العقلاء، وقد تميز بها مهري، لكن هذه القاعدة تكسر عندما يحضر في هذه الاجتماعات، عضو اللجنة المركزية عن ولاية نعامة بوبكر شيخة، فعندما تمنح له الكلمة، كان مهري مباشرة يأخذ ورقة وقلم، ويشرع في التدوين، وتكرر الأمر عدة مرات، مع العلم أن مهري لا يدون أي كلمة في النقاشات ولو كان المتكلمين من الرعيل الأول لنوفمبر. ..لكن لماذا يخص فقط السيد شيخة بهذا الأمر، وهنا مكن حيرة الجميع؟ فاحد الفضوليين تسلل، وراء مهري ذات مرة، بغية معرفة ماذا يدون، فأكتشف أن مهري طيلة كلام المعني، يظل يكتب جملة واحدة، ويكرر كتابتها على طول الورقة "صبرك يارب"، حتى ينهي بوبكر شيخة مداخلته، والسبب أن هذا الأخير، عندما يأخذ الكلمة يضرب خبط عشواء، ويتحدث في "سفاسف" و"سوالف" الأمور، ومن النهر إلى البحر، هكذا اطلع المناضلون على سر التدوين، ذهلوا لموقف مهري الطريف والظريف. حكاية الضابط عبد الرزاق بوحارة كان العقيد عبد الرزاق بوحارة، احد المغاوير المشاركين في حرب أكتوبر سنة 1973 ضد العدوان الإسرائيلي على مصر، كثير المشاكسة والمنافكة لعبد الحميد مهري، داخل الحزب ففي احد المرات، تدخل بقوله مخاطبا مهري بعنفوان "ياسي عبد الحميد، أنت من تملي وتكتب وتوقع"، يجيبه مهري بكلمة واحدة مفحمة ومقنعة: "يا سي عبد الرزاق، لكنك دوما توقع على البيان"، فتبسم بوحارة. حكاية الجنرال خالد نزار الجنرال خالد نزار، في أيام صولته وجولته، كوزير دفاع وقائد لأركان الجيش، وتحديدا عشية الانتخابات التعددية البلدية والولائية صيف 1990، زار عبد الحميد مهري،وهو مستأسدا ببزته اومتأبطا مسدسه، ودخل مقر حزب جبهة التحرير في زيغود يوسف، رفقة حرسه، استقبله مهري في مكتبه، باشر الجنرال حديثه مع مهري بلكنة الأوامر، قائلا: "جئتك بخصوص رؤساء قوائم الآفلان، المشاركين في الانتخابات البلدية والولائية عام 1991، نحن من نضع على رؤوس القوائم رجالنا، وباقي القائمة لكم فيها الحرية" يرد مهري: "هل طلبتم هذا الطلب من الافافاس والفيس وباق الأحزاب ؟؟ " يجيب نزار: " طبعا لا ".. يرد عليه مهري:" ونحن نقول لكم لا طبعا"، مردفا " ولا يمكنكم أن تتصرفوا،لا في رؤوس قوائمنا ولا في ذيلها، نحن في التعددية، والقوائم هي ملك وحق المناضلين فقط دون سواهم"..انتفض الجنرال من كرسيه، وغادر المكتب وهو يستشيط غضبا. حكاية البرلماني علي صديقي أستاذ اللغة العربية علي صديقي، عضو اللجنة المركزية لمدة 33 سنة متصلة بدون انقطاع والبرلماني السابق والمحافظ الحالي لولاية قالمة، هو سليل مدينة واد زناتي، التي تربى وترعرع فيها عبد الحميد مهري، وكان صديقي وقتها مناضلا يافعا، يعج بفائض من الطاقة والحيوية، فذات مرة أحذ الكلمة أمام مهري، وراح يرافع سياسيا بحماسة، وغرق في التنظير، وكان مهري يستمع، ولم يبدي أي اعتراض، فعندما فرغ صديقي من خطبة الوعظ السياسي، سأله مهري "واش الفقوس (البعلي) نتاع واد زناتي، طاب أم مزال"، فبهت صديقي، الذي جاءه من حيث لا يحتسب. حكاية نجل خيضر قام نجل محمد خيضر، طارق، سائلا مهري في إحدى المحاضرات: "لو كان والدي على قيد الحياة، هل سيكون ديمقراطيا؟"، يجيب مهري: "نعم سيكون ديمقراطيا" مستطردا حديثه حول خيضر "عندما صدر قرار السلطات الفرنسية، بالقبض على خيضر عشية عملية بريد وهران، وكان خيضر برلمانيا ممثلا عن حزب الشعب، فطرح موضوعه لتصويت داخل اللجنة المركزية، تحت سؤال هل يسلم نفسه للسلطات الفرنسية أو يفر نحو الخارج؟ ففاز خيضر بفارق صوت واحد فقط، الذي مكنه من الهروب نحو الخارج. مهري والكهرباء في أحد المهرجانات وفي عز خطابه، قطعت عليه الكهرباء، أجاب مهري الحضور: "شكرا لكم، كان الآفلان يجلب لكم الكهرباء، والآن تقطعونها عليه". وصايا مهري الثلاث حسب شهادة البرلماني عضو اللجنة المركزية، الدكتور مخلوف بوجلال (ابن شهيد) نقلا عن مقربين من عائلة مهري الكبيرة، أوصى شفويا بأن يستريح في قبره بين عموم الشعب،ف ي المقبرة التي احتوت حرمه المصون رحمة الله عليها بمقبرة سيدي يحي، وأن لا يدفن في مقبرة العالية، وأن لا يشيع في موكب رسمي، بل في جنازة شعبية، وهي وصية في كنف رسالة مفادها "انه مناضل صلب سليل حزب الشعب، ولا يؤمن إلا بشرعية الشعب، ولا يستريح جسده،إلا في قبر بين قبور فقراء الشعب".. وجاء في الوصية الثانية لمهري: "..أن حزبنا يتقهقر، وبدأ ينسلخ عن الساحة السياسية، وبدأ يتقزم، وبدأ يغرق في مشاكله الخاصة، وبدأ يغذي الخصومات الهامشية والشخصية، ويترك البلد في ضياع..إذا زدنا بعيدا، إنه خطر". وورد في وصية مهري الثالثة: "اليوم يحاربون عروبة الجزائر، بدعوة أن هناك أقليات، لها خصوصيات غير عربية، وغدا سيحاربون الإسلام، بحجة أن هناك أقليات نصرانية ويهودية، وبعدها سيحاربون الأديان بحجة أن هناك ملحدين في الجزائر، وهكذا دواليك إلى أن تضيع كل ثوابتنا القومية والهوياتية، التي أعلن عنها بيان أول نوفمبر المجيد".