اختتمت بدار الثقافة محمد الأمين العمودي بولاية الوادي، فعاليات مبادرة المناظرة الطلابية الوطنية التي جمعت طلبة جامعات الجزائر، المبادرة التي تجسدت بعد طرح الفكرة من طرف الدكتور”عبد القادر عزام عوادي” وهو المشرف عليها، و الذي يقول في هذا الصدد” جاء فكرة مبادرة المناظرة الطلابية مع بداية شهر ماي 2019، وهي الفترة التي شهدت فيها الجامعة الجزائرية اضطرابات بسبب الظروف التي تمر بها الجامعة والجزائر بشكل عام، فقمت بنشر منشور عبر حسابي الخاص من أجل انطلاق مشروع فكري ثقافي حواري طلابي، فجاءت الردود من مجموعة كبيرة للطلبة الذين قاموا بتأييد المشروع والمضي فيه، وفي 10 ماي 2019 انطلقنا المبادرة عبر صفحة خاصة بها، وجعلنا لها شروطا تنظيمية معينة وخصصناها فقط للطلبة الجامعيين لما لهذه الفئة من دور فعال في بناء وتطور ورقي الأمم والشعوب، فأطلقنا مبادرة المناظرة الطلابية والتي كان الهدف منها خلق روح الحوار وتقبل الاختلاف وتباين وجهات النظر بين جميع فئات المجتمع، وترسيخ ثقافة تبادل الرأي بعيدا عن التطرف والتعصب لرأي خاص،وإنما تعصبنا يكون للحقيقة ولا غير، فبدأت المرحلة الأولى من هذه المبادرة بمشاركة 61 طالب وطالبة يمثلون 21 ولاية وأكثر من 25 جامعة عبر مختلف جامعات الوطن، وبمختلف فئاتهم العمرية والجنسية، وتشكلت لجنة مكونة من دكاترة ومختصين في مجال المناظرات لتقييم تلك الأعمال التي تم إرسالها عبر الصفحة، وهي عبارة عن فيديوهات لمدة ثلاثة دقائق يعبر فيها الطالب عن رأيه في القضية أو الإشكالية المطروحة في المبادرة، فتم اختيار 30 مشاركة للمرور إلى المرحلة الثانية وتم طرح الموضوع الخاص بها وتقديم مهلة معينة للمشاركين لإرسال مشاركاتهم في فيديو مسجل آخر مثل المرحلة الأولى، وتم اختيار 10 مشاركات من طرف لجنة التحكيم للمرور إلى المرحلة نصف النهائية،حيث تأهلت الطالبة”أحلام بوزيان” من جامعة باتنة والطالب “مصطفى بوسري” من جامعة الجزائر 2 إلى المرحلة النهائية ،ليتم التحضير للحفل الختامي النهائي الذي أشرفت عليه دار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي وساهمت فيه عدة هيئات رسمية،على غرار مديرية الثقافة، جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي، مديرية الشباب والرياضة، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر،إضافة إلى عدة مساهمين خواص من أجل تجسيد هذا المشروع الفكري والثقافي والحواري الطلابي، و أقيم الحفل الختامي يوم الثلاثاء 9 جويلية بدار الثقافة محمد الأمين العمودي،بحضور مجموعة من المشاركين منذ انطلاق المبادرة،حيث شكلوا نسيجا وطنيا مميزا جمع مختلف الجهات من ربوع الوطن، وانطلق الحفل بمناظرة استعراضية من طرف فريق جامعة الأغواط،الذي تحصل على المرتبة الثالثة في المسابقة الدولية للمناظرات في قطر، ليأتي بعدها دور المتأهلين إلى المرحلة النهائية للمسابقة في موضوع ” الكتاب الرقمي يضر أكثر مما ينفع”،أين تحصلت الطالبة “حلام بوزيان”على وسام المرتبة الأولى في مبادرة المناظرة الطلابية في طبعتها الأولى 2019، فيما جاء الطالب “مصطفى بوسري” في المرتبة الثانية، كما تم تكريم جميع المساهمين والداعمين للمبادرة في طبعتها الأولى وطنيا”. وأضاف نفس المتحدث”نود من خلال هذه المبادرة الأولى من نوعها في الجزائر وفي الجامعة الجزائرية،أن نجسد ونرسخ ثقافة الحوار وتبادل الآراء وقبول الاختلاف والنقاش بطريقة محترمة واحترافية وعلمية،وليس النقاش الذي يلغي الآخر أو يؤدي بنا إلى الخلاف والخصام،كما نريد من خلالها تكوين طالب جامعي يستطيع التعبير عن رأيه وعن قضايا مجتمعه وقضايا عصره بشكل سليم ودقيق، وينتقد بطريقة علمية احترافية وليس من كلام فارغ لا يمثله كانسان واعي وأكاديمي، وفي الأخير أتمنى أن تكون الطبعة الأولى من مبادرة المناظرة الطلابية قد لاقت النجاح والاستحسان من جميع من شارك فيها وشاهدها وتابعها وأيدها وجسدها، ونطمح للرقي بها وتطويرها والمضي قدما في ترسيخها كمبادرة وطنية بشكل دائم ومستمر، وهذا بالتنسيق مع الهيئات الرسمية،فعاليات المجتمع المدني و كل من يسعى لترسيخ ثقافة الحوار داخل المجتمع”.