قرر البرلمان العراقي اليوم، تشكيل لجنة نيابية لتعديل الدستور، تقدم توصياتها خلال أربعة أشهر، وصوّت على إلغاء امتيازات الرئاسات الثلاث الجمهورية والحكومة والبرلمان. وصوت البرلمان، خلال جلسة “طارئة” عقدها اليوم، بالموافقة على حل مجالس كل المحافظات ماعدا محافظات إقليم كردستان، وإلغاء جميع امتيازات ومخصصات الرئاسات الثلاث وأعضاء مجلس النواب وكبار المسؤولية. من جانبه، قال مصدر برلماني إن “مجلس النواب صوت على حل مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم”، وهو ما يعني حل جميع مجالس المحافظات ال15 ما عدا محافظات إقليم كردستان لأنها المحافظات الثلاث الوحيدة المنتظمة بإقليم. وبوقت سابق، أعلن أربعة نواب في البرلمان استقالتهم احتجاجا على حملة القمع، حذر رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي من استغلال المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية في الاحتجاجات، كما حذر زعيمُ التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة من محاولة زج قوات الحشد الشعبي في الصدام مع الشعب. وميدانيا ظل آلاف المحتجين العراقيين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد أول أمس، لليوم الثالث على التوالي، في تحدٍّ لحملة أمنية دامية راح ضحيتها عشرات المتظاهرين خلال ن الماضيين، ومداهمة نفذتها قوات الأمن أثناء الليل لتفريقهم. وقالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إن عدد قتلى المظاهرات التي تشهدها بغدادومحافظات أخرى خلال الأيام الثلاثة الماضية، بلغ 74 قتيلا جميعهم من المتظاهرين، بينما أصيب نحو 3600 آخرين بينهم أفراد أمن. وأضافت المفوضية أن القوات الأمنية قامت بحملة اعتقالات في محافظاتالبصرة وذي قار وبابل حيث بلغ عدد المعتقلين 158 شخصا، أطلق سراح 123 منهم، مشيرة إلى أن سبب اعتقال المتظاهرين هو رفضهم فض الاعتصامات. وتابعت أنه تم حرق وإلحاق الأضرار بنحو 90 مبنى حكوميا وخاصا وبمقرات حزبية من طرف بعض الأفراد الذين أرادوا حرف المظاهرات عن مسارها السلمي. وسقط معظم القتلى في مواجهات بين المتظاهرين ومسلحي فصائل الحشد الشعبي، حيث أطلق المسلحون النار على المحتجين عند محاولتهم الوصول إلى مقراتهم في محافظات وسط وجنوبي البلاد بهدف إضرام النيران فيها. وفي هذا السياق حذّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أول أمس، الحكومة العراقية من محاولة زج الحشد الشعبي في الصدام مع الشعب. وقال في تغريدة له عبر تويتر مخاطبا الحشد “لا تناصروا الفاسد ولا تقمعوا الشعب، ولا تمكّنوا غير المنضبطين منكم من رقاب الشعب ودمائه”. من جهة أخرى، قام شبان حواجز على جسر يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد لتفصلهم عن قوات الأمن التي واصلت إلقاء عبوات الغاز المدمع باتجاههم. وقالت مصادر طبية وأمنية إن 77 شخصا أصيبوا أول أمس. وفي ساحة التحرير التي تعتبر رمزية ومركزا أساسيا لانطلاق المظاهرات في العاصمة بغداد، شوهدت فتيات صغيرات يرتدين الزي المدرسي ويحملن حقائب الظهر يتجولن في الشوارع التي تطلق فيها عبوات الغاز المدمع.