حضت الولاياتالمتحدة السلطات العراقية على إجراء انتخابات مبكرة والقيام بإصلاحات انتخابية، داعية إلى إنهاء أعمال العنف ضد المتظاهرين التي خلفت مئات القتلى والجرحى. وقال البيت الأبيض في بيان إن واشنطن تريد من “الحكومة العراقية وقف العنف ضد المحتجين، والوفاء بوعد الرئيس برهم صالح بتبني إصلاح انتخابي وإجراء انتخابات مبكرة”. وأضاف أن “الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات المستمرة ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين والإعلام، وكذلك إزاء القيود المفروضة على الوصول إلى الإنترنت في العراق”. وقتل ثلاثة متظاهرين في جنوبالعراق أول أمس، كما سقط عشرات الجرحى برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار في وسط العاصمة، في حين حذرت منظمة العفو الدولية مما سمته “حمام دم”. وفي الموضوع ذاته، أعلنت الرئاسات الثلاث بالعراق في بيان أن السلطات تعمل من أجل تشريع قانون جديد للانتخابات يضمن تحقيق العدالة في التنافس الانتخابي، ويضع حدا لما وصفته بالاحتكار الحزبي. وجاء البيان بعد اجتماع عقده الرئيس العراقي برهم صالح في قصر السلام ببغداد مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان. وأشاد المجتمعون بالمظاهرات، وأكدوا رفضهم أي حل أمني في التعامل معها، كما شددوا على محاسبة المتسببين في “العنف المفرط”. من جهة أخرى، أعلنت كتلة تحالف “سائرون” النيابية في العراق المضي في إجراءات استجواب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، على خلفية سقوط مئات القتلى والجرحى في احتجاجات شعبية عارمة تشهدها البلاد منذ مطلع الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم كتلة سائرون حمد الله الركابي في بيان، أمس “الكتلة النيابية لتحالف سائرون تعلن وبكل وضوح المضي بإجراءات استجواب رئيس مجلس الوزراء وفق الأطر الدستورية والقانونية والنظام الداخلي لمجلس النواب”. وأضاف بيان الكتلة، التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر “مواقفنا مبنية على ما يتناسب مع مصالح الشعب، ومطالب المتظاهرين المشروعة، ولا يمكن أن نساوم أبدا على الثوابت الوطنية والإنسانية”. وعلى الصعيد الميداني، اكتظت ساحة التحرير قبالة نصب الحرية للفنان العراقي الراحل، جواد سليم، بأعداد كبيرة من المتظاهرين الذين وصلوا منذ ليلة أول أمس لدعم الملازمين للاعتصام، ومبنى المطعم التركي سابقا “جبل أحد حاليا”، لحمايتهم من تكرر استهدافهم بالرصاص الحي، والحريق الذي نشب في مبنى عملاق تابع لوزارة المالية في ساحة الخلاني. واستمرت الاحتجاجات المنددة بالسلطات العراقية مترافقة مع أعمال عنف أسفرت منذ انطلاق المظاهرات في الأول من أكتوبر الماضي عن مقتل 319 شخصا أغلبيتهم من المتظاهرين حسب حصيلة رسمية أعلنت صباح أمس، مع إصابة أكثر من 12 ألفا.