يتكبد سكان منطقة ملكة 1 وملكة 2 الواقعتان ببلدية بني راشد في ولاية الشلف، العديد من المتاعب اليومية والموسمية، أبرزها، انعدام قنوات الصرف الصحي، انعدام التوصيل الكهربائي، غياب وانعدام شبكة غاز المدينة، إضافة إلى انشغالات أخرى كالبطالة والعزلة وغياب المرافق الشبانية.هذه المنطقة التي يزيد عدد سكانها عن 48 عائلة ولا تبعد عن مركز البلدية سوى ب3 كلم، حسب السكان، فإنهم في حاجة للمشاريع التنموية التي غابت عن المنطقتين منذ سنوات و نتجت عنها ظروف معيشية سيئة جدا، يتكبدها السكان و خاصة منهم الشباب الذي نخرت البطالة سواعده و تحولت الأرصفة و المقاهي المنتشرة كالفطريات بالمنطقة إلى فضاء للجلوس طيلة النهار و قضاء أوقات الفراغ، ناهيك عن العزلة الخانقة و نقائص أخرى لا تعد و لا حصى. البطالة التي طالت شباب القريتين انجر عنها من السلبيات والآفات الأخرى الكثير، كتعاطي المخدرات و التفكير في الهجرة و الحرقة بأي وسيلة، كما أضحى الفقر والحرمان من أبرز السمات الملازمة ليوميات العائلات القاطنة بالمنطقتين ملكة 1 وملكو 2، وهذا في ظل انعدام فرص العمل العزلة المفروضة، خاصة وأن المسافة التي تربطهم بعاصمة الولاية تزيد عن 35 كلم وما ضاعف من المعاناة، الانعدام الكلي للمرافق والهياكل الشبابية، الثقافية، الترفيهية المجهزة التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة، و هو ما أثر بشكل كبير على شريحة الشباب خاصة في ظل معاناتهم من شبح البطالة التي ألقت بضلالها على يومياتهم و أضحت في تفاقم و انتشار مستمر، ليجد شباب القريتين مجبرين على قضاء يومياتهم بين المقاهي والتجوال في الطرقات، و المحظوظ منهم يظفر بفرصة للعمل لدى احد الفلاحين بالمنطقة، كما يؤرق السكان، إضافة إلى الفقر و البطالة و العزلة و مشاكل يومية أخرى منها بالخصوص العطش صيفا و شتاءا نتيجة ضعف حصص تزويد السكان بالماء الشروب، مما يتحتم عليهم اللجوء إلى خيار استهلاك مياه الصهاريج المتنقلة متحملين الأخطار الصحية المحتملة و الأسعار الجد مرتفعة و التي تصل إلى حدود 800 دج للصهريج الواحد علما أن هذه الكمية من الماء في أحسن الأحوال تكفيهم لمدة أسبوع واحد. وما زاد من تذمر هؤلاء السكان مشكل انعدام غاز المدينة الذي و حسب تصريحهم يعود إلى أمد بعيد رغم الشكاوي المتكررة و معاناتهم المستمرة مع قارورة غاز البوتان الضرورية في حياتهم اليومية حيث يضطر هؤلاء السكان إلى دفع أسعار باهظة لتوفير قارورة الغاز تصل في فصل تساقط الأمطار سقف 250 دج، مما يزداد على هذه المادة التي تدخل في خانة المواد النادرة علما أن المنطقة معروفة بالبرودة الشديدة في فصل الشتاء. كما أن مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي تؤرقهم وتضعهم في حرج. حيث سكان البقعتين يوجهون المياه القذرة إما للوديان أو يعتمدون على الحفر التقليدية للتخلص من الفضلات البيولوجية و هذا ما يهدد بانتشار الأمراض و الأوبئة.كما يشكو شباب المنطقة من البطالة الخانقة و لم يستفيدوا من أي دعم فلاحي أو مناصب شغل في إطار الشبكة الاجتماعية و الصيغ الأخرى و هذا ما قد يجرهم إلى دخول عالم الانحراف و ضياع مستقبلهم.وأضاف السكان بأنهم مهددون بخطر التكهرب في ظل الربط العشوائي للكهرباء وغياب التوصيلات الكهربائية نوعيه يطالب السكان من المسؤولين على إنشغالتهم، إعادة الاعتبار لهاتين المنطقتين وتشجيع قاطنيها على الاستقرار في مناطقهم والاهتمام بخدمة أراضيهم وتربية الماشية.