أشاد مسؤولون فلسطينيون بالقرار الذي تبنته لجنة التراث العالمي في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خلال دورتها السنوية السابعة والثلاثين التي عقدت في مدينة بنوم بنه عاصمة كمبوديا بشأن حماية مدينة القدس القديمة وطريق باب المغاربة. ويدين قرار اليونسكو بشدة إسرائيل أمام العالم لاعتدائها وتنصلها من قرارات الأممالمتحدة ومخالفتها لميثاق الأممالمتحدة واليونسكو. وقال رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني عبد الله عبد الله ان هذا القرار جاء مناسبا في ظل الموقف الإسرائيلي الرافض لتنفيذ قرار اليونسكو الشهر الماضي حول إرسال بعثة تقصي حقائق من مركز التراث العالمي للوقوف على حقيقة الإجراءات التي تتعرض لها المدينة المقدسة . ومن جهته أكد نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة رائف نجم ان هذا القرار الذي يصدر لأول مرة بفضل المجموعة العربية والإسلامية للجنة التراث أتى بشكل وبمفعول ايجابي عكس القرارات السابقة للجنة والتي كانت عائمة ويحيط بها الغموض. و أضاف ان القرار صريح ويوضح إدانة إسرائيل أمام العالم بأنها معتدية ومتنصلة من قرارات الأممالمتحدة وتخالف ميثاق الأممالمتحدة واليونسكو مشيرا إلى ان إسرائيل منعت الوفد المشكل من الأردن وفلسطين بالتنسيق مع المجموعة العربية ودول إسلامية وأعضاء لجنة التراث من الدخول للقدس القديمة قبل حوالي شهر ما أدى إلى تبني هذا القرار . أما مدير متابعة شؤون القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبدا لله العبادي فرأى من جانبه في القرار هو نتيجة لتعنت إسرائيل ومنذ فترة طويلة ورفضها إدخال البعثة الخاصة بلجنة التراث والتي كان من المقرر زيارتها بين العشرين والخامس والعشرين من أيار الماضي . وأشار إلى ان ما تضمنه القرار بالإعراب عن الأسف حول العوائق التي وضعتها إسرائيل بوجه الوفد لزيارة مدينة القدس إضافة إلى مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإدخال الخبراء وحظر جميع الحفريات التي تقوم بها إسرائيل . وفيما يخص باب المغاربة يقول ان اللجنة أعربت ولأول مرة عن قلقها جراء استمرار الحفريات التي بدأت منذ أيار الماضي ومستمرة إلى الآن وهذا الأمر يدل على عدم احترام إسرائيل لقرارات اللجنة والأممالمتحدة إضافة إلى اقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى من خلال باب المغاربة , ودعت اللجنة إلى احترام حرمة وأصالة المسجد الأقصى كونه مكان عبادة للمسلمين . وأعرب قرار اليونسكو أول أمس عن قلق منظمة العميق من استمرار الحفريات الإسرائيلية داخل وحول مدينة القدس القديمة وأسوارها ومن عدم تزويد إسرائيل مركز التراث العالمي بمعلومات عن هذه الحفريات. وطلبت اليونسكو من إسرائيل التوقف فورا عن هذه الأعمال والحفريات إلى جانب أن يبين مركز التراث العالمي في تقاريره الدورية إلى لجنة التراث العالمي جميع العراقيل التي تضعها إسرائيل وأسباب عدم تزويدها للمركز بالمعلومات المطلوبة منها في هذا السياق وأن يتحقق مركز التراث العالمي بطريقة ملموسة منها. كما عبر القرار عن أسف لجنة التراث العالمي العميق لرفض إسرائيل التعاون مع مركز التراث العالمي والامتثال لقرارات اليونسكو وأعاد الطلب من إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال تسهيل تنفيذ قرارات لجنة التراث العالمي والمجلس التنفيذي لليونسكو والتي تطالب بإرسال بعثة مشتركة بين مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية الفنية لليونسكو لمراقبة ورصد الحفريات الإسرائيلية داخل وحول مدينة القدس القديمة وأسوارها وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه إسرائيل خوفا من كشف وتوثيق فداحة الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق تراث المدينة المقدسة. وأدان القرار وبشدة تساهل وحماية سلطات الاحتلال لاقتحامات المتطرفين لباحات المسجد الأقصى وانتهاكهم لحرمة المكان المقدس وطالب القرار إسرائيل الكف عن استمرار هذه الأعمال التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة. وأعرب القرار عن قلق لجنة التراث العالمي العميق لاستمرار إسرائيل بالعبث وتدمير بعض الآثار الإسلامية في منطقة باب المغاربة وفي أجزاء متعددة من البلدة القديمة. وقد شدد الوفد الأردني والوفد الفلسطيني لدى اليونسكو على أهمية توفير ضمانات دولية تؤكد على عدم منح الشرعية لأي انتهاك إسرائيلي أو إجراء أحادي الجانب في أرض ساحة حائط البراق الموقوفة على المسجد الأقصى المبارك وفي كافة أنحاء بلدة القدس القديمة وأسوارها.