عبر برلمانيون تونسيون أول أمس عن" مخاوفهم من تأثر" تونس بالأحداث الجارية في مصر في الوقت الذي استبعدت فيه الجهات الرسمية تكرار السيناريو المصري في تونس، وخلال الجلسات المخصصة لمناقشة الدستور الجديد دعا النائب محمود البارودي الائتلاف الحاكم في تونس إلى" اخذ العبرة والموعظة " من التجربة المصرية خاصة وان الوضع في البلاد" يتسم بالإحتقان"، حسب تصريحه. وشدد البارودي على أهمية التوصل إلى " توافق " حول المضامين الدستورية خاصة في ظل "تنامي "الحملات الداعية إلى الإطاحة بالحكومة، وكان الشيخ عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة وعضو المجلس التأسيسي قد عبر عن "خشيته " من" انتقال" السيناريو المصري إلى تونس لاسيما وان تحركات قوى المعارضة التونسية قد ازدادت في محاولة" للإطاحة "بالحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية. وأكد المتحدث أن "تونس" تعيش "مرحلة انتقالية" صعبة" وصراعا" كبيرا" على السلطة وهو ما يفسر حالة "الاحتقان" التي تعيشها البلاد منذ فترة مشددا على أن المرحلة الانتقالية يجب أن "تدار "من قبل حكومة" وفاق وطني واسع". وفي غضون ذلك ازدادت أنشطة وتحركات قوى المعارضة التونسية في تفاعل مع ما يجري في مصر حيث شرع في التنسيق مابين الأحزاب المعارضة الرئيسية وهي الجبهة الشعبية اليسارية وائتلاف الاتحاد من أجل تونس الذي يضم أحزابا يمينية وكذا بعض المنظمات والجمعيات المدنية. وأكد الناشط المعارض حامة الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي أن تونس تمر بأزمة "خانقة "على جميع الأصعدة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا بشكل بات "يهدد" مستقبل البلاد" بمخاطر حقيقية" مستبعدا "الاستعانة بالجيش ". وأوضح القيادي في حركة نداء تونس السيد الأزهر العكرمي أن هناك اتفاقا وإجماعا على "أن الوضع المتأزم يستوجب إنقاذ البلاد بصورة مستعجلة"، وبالمقابل سبق للشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية أن وصف الدعوات لحل الحكومة ب"الدعوات الصبيانية" لافتا إلى أن ما حدث في مصر "لا يمكن أن يتكرر في تونس بمفعول إختلاف الزمان والمكان" وفق تعبيره، وشدد على أن الحزب الإسلامي الذي يقوده يرفض العنف كما يرفض الانفراد بالسلطة لكنه أيضا يرفض الانقلاب على السلطة معربا عن "ارتياحه بتحقيق الحريات العامة والفردية والسياسية والإعلامية" حسب تصريحه. وبدوره استبعد رئيس الجهاز التنفيذي التونسي السيد علي العريض" تكرار السيناريو المصري" في بلاده موضحا بان "المنهج التونسي يتسم بالتوافق والشراكة ولا مبرر لتعميق التجاذبات". وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة التونسية المؤقتة أكدت مؤخرا في اجتماع للمجلس الأمني على أهمية " تعزيز انتشار" مختلف الوحدات الأمنية في كامل أرجاء البلاد بالنظر إلى الأحداث الإقليمية الجارية في إشارة إلى الأحداث التي تعرفها مصر. المرزوقي يحذر السلفيين من فرض تفكيرهم على التونسيين بالقوة قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حوار تلفزيوني تجريه معه يوميا إحدى القنوات التلفزيونية التونسية الخاصة، إن الخط الفاصل في تعامله مع التونسيين هو امتناعهم عن رفع السلاح في وجوه بعضهم البعض، وأشار المرزوقي لاستقباله العلمانيين والسلفيين على حد السواء خلال فترة توليه الرئاسة ونفى أن يكون قد لجأ إلى أسلوب التعامل بمكيالين، لكنه ذكر أنصار التيار السلفي بالابتعاد عن العنف وحذرهم من فرض نمط تفكيرهم على التونسيين بالقوة . وأضاف في رده عن تساؤل أحد المنتمين للتيار السلفي حول سياسة المكيالين التي ينتهجها في تعامله مع العلمانيين والسلفيين أنه "لن يغفر لمن زرعوا الألغام في جبال الشعانبي في إشارة إلى مواجهات بين التنظيمات الجهادية وقوات الأمن والجيش"، وخلال الحلقة الثانية من برنامج "على باب المسؤول" الذي يتواصل خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان، تطرق المرزوقي كذلك إلى ملف الأمن بعد تساؤل أحد التونسيين حول موعد عودته إلى تونس، وقارن بين الوضع الأمني الحالي وما سماه "أمن المقابر والمستنقعات" الذي كان سائدا في تونس". حركة النهضة التونسية تدعوا للتظاهر "تأييدا للنظام الشرعي" بمصر دعت حركة النهضة الإسلامية التونسية إلى تنظيم مظاهرات أمس بقلب تونس العاصمة " تأييدا للنظام الشرعي في مصر وتنديدا بالانقلاب العسكري" حسب بيان لها، وطالب هذا الحزب الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحزبي الثلاثي الحاكم في تونس جميع المواطنين التونسيين وكل القوى الديمقراطية في البلاد إلى" التظاهر من اجل مناصرة الديمقراطية الوليدة بالمنطقة العربية ومن أجل المواطنة الحقيقية والكرامة الفعلية " وفق مضمون البيان. والجدير بالذكر أن أحزاب الائتلاف الحاكم في تونس كانت قد دعت إلى " العودة إلى الشرعية الديمقراطية" في مصر "والشروع" في حوار وطني شامل على قاعدة أهداف وثوابت ثورة 25 جانفي حسب نص البيان الصادر عن الترويكا.