عاد مساء أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الى الجزائر تزامنا مع انتهاء فترة نقاهته بالمستشفى عسكري في باريس، بعد نوبة اقفارية عابرة غاب على إثرها فترة تجاوزت ثلاثة الأشهر في رحلة علاج طويلة استمرت 81 يوماً. غادرت طائرة الرئيس مطار "بورجي" البارسي في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، وكان الوزير الأول عبد المالك سلال في استقباله رفقة وفد وزاري لدى حلوله بمطار بوفاريك العسكري وذلك بعد مقاطعته لزيارة عمل الى تيزي وزو التي شرع فيها صبيحة الأمس. و كان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أبلغ في حدود الثانية زوالا، صحافيين رافقوه في زيارته إلى ولاية تيزي وزو، التي تبعد 120 كيلومتراً شرقي الجزائر، أنه مضطر إلى إنهاء الزيارة قبل الساعة الثانية بعد الظهر، و أكد مقربون من الوزير الأول أن قرار قطع الزيارة مرتبط بالتزام سلال باستقبال الرئيس بوتفليقة عند عودته أمس إلى الجزائر. وكان الظهور الوحيد لبوتفليقة الذي عالج في فرنسا منذ أكثر من شهرين ونصف، في نشرة التلفزيون الجزائري الرسمي يوم 12 جوان الماضي، حيث ظهر وهو يتبادل أطراف الحديث مع كل من الوزير الأول عبد المالك سلال وقائد أركان الجيش أحمد قايد صالح اللذين زاراه بمستشفى "ليزانفاليد" بباريس، بعد سلسلة من المعلومات و تضارب في الأنباء حول موعد عودة الرئيس من فرنسا، فارتفع الجدل حول الوضع الصحي للرئيس و مدى استجابته للعلاج طيلة 81 يوما و هي فترة العلاج و كذا تم تسجيل في هذه الفترة ارتفاع وتيرة الإشاعات بين أوساط المجتمع المدني، و أيضا تسجيل حالة من الغموض التي عرفتها الساحة السياسية في البلاد، بين أحزاب سياسية و الأوساط المقربة من الرئيس المحسوبة على الحكومة، ليستكمل بعد ذلك فترة العلاج التي خضع لها في فرنسا الى غاية ظهيرة الأمس أين حط رجله عائدا الى أرض الوطن بعد فترة من الغياب دامت أكثر من ثلاثة أشهر. ويذكر أن الرئيس بوتفليقة غاب عن المشهد السياسي لمدة 81 يوماً، بعد تعرضه لجلطة دماغية في 27 أفريل الماضي، نقل على إثرها إلى مستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية، قبل أن يتقرر نقله في نفس اليوم إلى مستشفى فال دوغراس العسكري في العاصمة الفرنسية باريس، إلى غاية 12 ماي الماضي، حيث غادر المستشفى إلى مركز للراحة في باريس، قضى فيه فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي.