النوم في المساجد وحتى الحافلات يدخل شهر رمضان هذا العام على الجزائريين بساعات صيام تقدر ب16 ساعة ما جعلهم يختلقون عادات وسلوكات مختلفة لقتل أوقات صومهم فهناك تحضيرات من نوع خاص لابد منها من أجل التأقلم مع هذه الأيام تتعلق بإيجاد السبل التي تجنبهم ما يفسد عبادتهم. اختلفت طريقة كل منهم ،بين شبان يتجنبون الغضب، وفتيات يتخلين عن الماكياج لتفادي الفتنة، وأشخاص يصومون حتى عن الكلام تبقى لأيام الصيام نكهة خاصة وآخرون يفضلون الدخول في سبات لا يحسون به بالوقت. مع انقضاء الأسبوع الأول من شهر الرحمة والغفران لا يزال الجزائريون في سلوكيات وممارسات لقتل وقت الصيام بالنوم لساعات في النهار كون أن عدد ساعات الصيام هذا العام 16 ساعة إذ يفضل كثير من المواطنين قضاء الفترة الصباحية وحتى بعد الزوال قضاءها في النوم لعدم الإحساس بالوقت الطويل في الصيام وعدم الإحساس بالعطش خاصة بعد السهرات الليلية والتي تدوم عادة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل ، إلى شوارع العاصمة والتي تبدوا فيها الحركة شبه مشلولة و شوارع خالية وحتى الطرقات الرئيسة تكاد تكون منعدمة من المارة إذ تغص العاصمة في سبات ابتدءا من الساعات المتأخرة من الليل وحتى الساعة 3 زوالا ، إلا من العاملين والعاملات والذين يحسبون على الأصابع والذين يجدون صعوبات كبيرة في التنقل نظرا لانعدام وسائل النقل والتي تعد من المشاكل التي تؤرق المواطن. العاصمة تغرق في السبات مع حلول شهر رمضان تبدو العاصمة شبه مشلولة في الصبيحة ،والى غاية 3 زوالا لم تكن الحركة قد دبت بعد في الطرقات، عدا بعض المواطنين الذين يفضلون شراء حاجياتهم صباحا ، محالات الأكل السريع والمقاهي مغلوقة والتي أخذت عطلتها السنوية أو تحول بعضها إلى بيع الزلابية والحلويات ، حتى الأسواق خالية من الحركية المعهودة في الأعوام الفائتة إلى بعض المواطنين الذين يرغبون صباحا في الخروج تفاديا لحرارة الطقس. محطات النقل شبه خالية من المسافرين، حتى فضل البعض من المواطنين اختيار خطي ميترو الأنفاق أو القطار و والترامواي ،كل شيء ساكن في العاصمة ، وكأنها ليست هي العاصمة التي تفقد حيويتها في هذا الشهر الكريم وتغط في نوم عميق. إذا تحدثنا على الشباب فإن الكثير منهم يتجنبون الاستيقاظ من النوم، ليحرموا من عاداتهم اليومية فيصعب عليهم التكيف بسهولة مع الصيام، وللبحث عن الحلول تبدأ بمحاولة قضاء يوم كامل في النوم. هي عادة متبعة بكثرة لدى الشبان الجزائريين. ومن أجل النوم تنافس الموظفين من أجل العطلة في رمضان ومع اقتراب الشهر الفضيل تشهد مختلف المؤسسات العمومية والخاصة تنافسا شديدا حول العطلة السنوية خلال هذا الشهر، خاصة النساء والفتيات، فالكثير منهن يحبذن التفرغ للمطبخ وتحضير أشهى الأطباق كون أن النساء يفضل اغلبهن قضاء شهر العبادة في المنزل لتفادي الإرهاق ، هذا الأمر يثير الكثير من المشاكل داخل المؤسسات. هو نفس الشيء بالنسبة لبعض الرجال الذين يفضلون الراحة والمكوث وراء جدران المنزل من أجل تجنب الانفعال والغضب وتفضيل النوم. النوم في بعض الأحيان حتى في المساجد والحافلات ويمكن القول أن بعض الناس لا يستطعون مقاومة النوم في هذا الشهر ليطالهم حتى أثناء أداء الصلاة وفي المساجد إذ الملاحظ أن بعض المواطنين وأثناء الخطب التي يلقيها الإمام خصوصا صلاة الجمعة لا يستطعون مقاومة النوم على الرغم من أن هذا الشهر يعد شهرا للعبادة والصلاة والغفران وليس شهرا للنوم. وللدين رأي في ذلك يسال سائل :أفتونا عن صائم يقتل نهاره بالنوم، ويحيي ليليه بالسهر واللهو ، كيف تنصحون مثل هؤلاء لو تكرمتم؟ يجيب الإمام : بالنوم يفوت الإنسان أجر عظيم في إضاعة الوقت فيما يضره وعدم حفظ الصيام بالذكر والدعاء والقراءة وأنواع العبادات في النهار، وحصل عليه إثم في الليل فيما يتعاطاه من ملاهي إذا كان يتعاطى الملاهي وغير ذلك، ويفوته فضل النوم والراحة الذي يعينه على العمل في النهار. أما صومه فصحيح ولو سهر، لكن إن كان سهره على معصية أثم بذلك، وإن كان سهره على غير معصية كره له ذلك وفاته أجر التأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم – في النوم والاستعانة بالنوم على إحياء النهار بالعبادة والطاعة ونفع المسلمين ونحو ذلك.