أكد المحلل السياسي، عبد القادر سوفي، أن الجزائر تضطلع للعب دور محوري وإقليمي متوازن في نظام ما بعد الأزمة الأوكرانية التي هي أزمة نظام دولي متآكل، لصالح نظام متعدد الأقطاب أكثر عدلا، مضيفا بقوله:" خاصة ونحن نعيش في نظام دولي فوضوي غير عادل، أين مفهوم الأفقية في العلاقات الدولية بدا طوباويا وديكتاتورية الفواعل الغربية أصبحت صارمة ما جعل من أغلبية الدول فاقدة للسيادة وتحولت إلى فواعل وظيفة تخضع للاملاءات والضغوطات المحركة للمصالح الليبرالية التي تمليها شخصيات معنوية أحيانا فوق قومية أو لوبيات تتحكم في النظام الدولي الحالي. وقال الدكتور سوفي في تصريح خص به يومية "الاتحاد"، أن ما يؤكد هذا الطرح هو أنه سيتم اغتنام فرصة الذكرى ال60 لتأسيس العلاقات الثنائية بين روسياوالجزائر، ليتم في هذه المرحلة العمل بين الحكومتين على صياغة اتفاق استراتجي يمس كل القطاعات ما من شأنه وضع العلاقات الثنائية بين الجزائروروسيا في أعلى مراتب التحالفات، التي تدعم أيضا بالتحالف الاستراتيجي مع الصين في مشروع خط الحرير، والحديث عن التحالفات يعني وضع العلاقات في أعلى قمة مما يمكن أن تصب إليه هذه الأخيرة متجاوزة فكرة العلاقات الإستراتيجية، وللتأكيد أن هذه العلاقات تم بناءها كون الجزائر طرف موثوق ثابت على مبادئه و قيمه و التزاماته، بالإضافة إلى مكانته الإقليمية والحضارية الضاربة في عمق التاريخ. أما بخصوص زيارة وزير الخارجية الروسي سارغاي لافروف الأخيرة إلى الجزائر، قال محدثنا أنها تدخل في إطار العلاقات الثنائية بين البلدان والتي يمكن وصفها بالشراكة الإستراتيجية النابعة من تقاسمهما لنفس المبادئ ونفس الرؤية خيال الأيديولوجية الليبرالية المجحفة في حق الدول التي أوجدت بعد قيام النظام الحالي لما بعد الحرب العالمية الثانية. وأضاف ذات المتحدث، أن هذه الزيارة تأتي أيضا، تأكيدا لاتفاق الشراكة المبرم عام 2001 و تعزيز التحالف القائد بينهما في مجال الدفاع والأمن من جهة وتطوير الشراكات الاقتصادية والتجارية و الثقافة و العلمية، والتكنولوجية، بالإضافة إلى العمل المشترك في مكافحة التهديدات السيبيرانية التي تتعرض لها كلا الدولاتين لاسيما الجزائر في تكالب جار السوء واستقدامه الكيان الصهيوني على الحدود الغربية مباشرة. وللإشارة، استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافرورف، الثلاثاء الفارط، بقصر الرئاسة في أعالي العاصمة بالمرادية، حيث أبلغ الطرف الجزائري بآخر تطورات الوضع في أوكرانيا. وأضاف: " نقدر تقديرا عاليا الموقف الجزائري المتزن والموضوعي حيال التطورات في أوكرانيا"، خاصة وأن الجزائر عضو في مجموعة الاتصال العربية حول الأزمة في أوكرانيا، وهي المجموعة قامت مؤخرا بزيارة إلى روسيا والتقت كذلك بالطرف الأوكراني".