انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت ظاهرة احتراق المركبات بمختلف أنواعها سواء النفعية كالحافلات والشاحنات أو السيارات السياحية التي تستخدم في التنقل الشخصي، وغالبا ما تنتهي هذه الحوادث بخسائر فادحة في الأرواح. وفي هذا الصدد، قال الخبير والباحث الدولي في السلامة المرورية، أمحمد كواش، في اتصال ل "الاتحاد"، أن الإهمال واللامبالاة من بين أبرز أسباب حوادث احتراق المركبات، حيث يعمد بعض الأشخاص لإصلاح وصيانة مركباتهم عند وكلاء غير معتمدين أو عند ميكانيكيين غير مؤهلين يستخدمون قطع غيار مقلدة أو مستعملة غير صالحة لإعادة الاستخدام، إضافة إلى عدم الاحترافية في صيانة بعض الأعطاب الموجودة على مستوى المركبات ما يؤدي إلى تآكلها في وقت قياسي ونشوب شرارة قد تؤدي إلى احتراق المركبة أثناء السير أو التوقف. وأضاف كواش، أن عدم توفر قطع الغيار أو توفرها بأسعار باهضة بسبب تداعيات الوضع الاقتصادي العالمي، دفع أصحاب المركبات إلى اللجوء إلى قطع الغيار المقلدة والتي تكون مستويات الحماية فيها ضئيلة جدا ما قد يتسبب في حدوث شرارات كهربائية أو أعطاب ميكانيكية تؤدي إلى احتراق المركبات، ضف إلى ذلك التوصيلات الكهربائية العشوائية، وكذا غياب الصيانة والمراقبة الدورية للمركبات، خاصة تلك التي تشتغل لمدة زمنية طويلة على غرار الحافلات والشاحنات. كما أن عدم تفقد عدادات المحرك والقراءات الإلكترونية التي من شأنها تنبيه السائق في حال ارتفاع حرارة المحرك أو وجود تسرب أو أي خلل آخر قد تكون من بين أهم أسباب ارتفاع حوادث احتراق المركبات، ضف إلى ذلك اضطرار سائقي المسافات الطويلة لملء خزان الوقود عن آخره، وهذا ما يحذر منه الخبراء لأنه مع الضغط وارتفاع درجة الحرارة قد ينفجر الخزان، لذلك من الضروري جدا توخي الحذر من هذا الأمر. هذا فيما يتعلق بالأسباب الخارجية، أما الأسباب الداخلية فتتمحور حول الأخطاء التي يمارسها الكثير من المواطنين بسبب اللامبالاة والإهمال دائما، حيث يترك الكثير من الناس الأشياء القابلة للاشتعال والانفجار داخل مركباتهم المركونة في أماكن تصل فيها درجات الحرارة قياسية، وذكر كواش في هذا الإطار (الهواتف الذكية، شاحن الهواتف، قارورات العطور الزجاجية خاصة، ملطفات الجو، الولاعات، محاليل التعقيم). كما أشار المتحدث إلى التوصيلات واللواحق الالكترونية التي يتم تركيبها على مستوى المركبات كشاشات الفيديو والتي غالبا ما تكون مقلدة وغير أصلية. كما تعتبر حوادث المرور سببا آخر لحوادث احتراق المركبات، نتيجة الصدمات العنيفة التي قد تتسبب في شرارة كهربائية وتسرب للوقود ما يؤدي إلى احتراق المركبة. في ختام حديثه ل "الاتحاد"، تطرق الخبير في السلامة المرورية أمحمد كواش، إلى جملة من التوصيات للحد من حوادث احتراق المركبات، حيث شدد كخطوة أولى على ضرورة احترام قوانين المرور تفاديا لوقوع أي حادث قد يؤدي لاحقا إلى اندلاع حريق، عدم التجمهر أمام أماكن وقوع حوادث المرور خاصة في حالة وجود تسرب للوقود، إضافة إلى عدم ركن المركبات في الأماكن الخطرة سواء بمحاذاة الحقول الجافة أو وحدات المناطق الصناعية، وكذا عدم التدخين داخل المركبات، وعدم ترك المواد القابلة للاشتعال أو الانفجار داخل المركبات خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة. كما شدد كواش على ضرورة تواجد مطفأة حريق داخل كل مركبة، إضافة إلى ضرورة وجود كاميرات المراقبة داخل مآرب الحافلات تفاديا لوقوع خسائر مادية معتبرة كما حدث فجر أمس الإثنين، بعد نشوب حريق مهول بمرآب حافلات للنقل العمومي "إيتوزا" بمحول الحوش بالرويبة في العاصمة، خلف احتراق 16 حافلة.