تباينت آراء الشركاء الاجتماعيين في قطاع التربية الوطنية حول قرار تجهيز 1600 مدرسة ابتدائية عبر مختلف ولايات الوطن باللوحات الإلكترونية، لتشمل العملية كل بلديات الوطن بصفة تدريجية، حيث اعتبرها البعض بأنها وسيلة مهمة في المجال العلمي و خطوة مهمة لمواكبة التقدم التكنولوجي في العالم، و في المقابل سجل البعض الآخر تحفظا حول هذا القرار معتبرا أن المدرسة لا تزال تعاني من العديد من المشاكل الأكثر أهمية من اللوحة الإلكترونية. * بوديبة.." إدراج اللوحة الالكترونية يعتبر تمهيدا للتوجه نحو المدرسة الرقمية" وأكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية "كنابست" مسعود بوديبة، في تصريح ل"الاتحاد" أن اللوحة الالكترونية التي تم اعتمادها لأول مرة في قطاع التربية تعتبر وسيلة مهمة في المجال العلمي، حيث يمكن استغلالها في تعويض الكتاب المدرسي الورقي، كما يمكن استغلاها في بعض الوسائط البيداغوجية لإثراء الرصيد العلمي و المعرفي للتلاميذ، مؤكدا أن قرار الوزارة المتضمن تعميم استعمال اللوحة الالكترونية عبر كل المؤسسات التربوية يعتبر تمهيدا للتوجه نحو المدرسة الرقمية مرورا بالقسم الالكتروني و الصبورة الذكية و الطاولة التفاعلية لمواكبة التطور التكنولوجي في مختلف المجالات إنطلاقا من المدرسة. * باشا.. "المدرسة لا تزال تعاني من مشاكل أكثر أهمية من اللوحة الإلكترونية" و في ذات السياق سجلت عضو جمعية أولياء التلاميذ فتيحة باشا في اتصال هاتفي ب"الإتحاد" تخفض ممثلي أولياء التلاميذ عن قرار إدراج اللوحة الإلكترونية في الطور الابتدائي، معتبرة أن هذا القرار ستعترضه العديد من العوائق التي ستحول دون التمكن من استغلالها على أكمل وجه لا سيما الانقطاعات المتكررة للكهرباء خاصة في المناطق الداخلية و الجنوبية و التدفق الضعيف للانترنت و انعدامها في العديد من المناطق، إضافة إلى عدم إمكانية الاعتناء بهذه الوسيلة طيلة السنة الدراسية خاصة في الطور الابتدائي. و دعت المتحدثة وزارة التربية الوطنية إلى الالتفات إلى المشاكل الحقيقية التي يواجهها القطاع و لعل أبرزها تحسين المستوى الدراسي للتلاميذ خاصة في المواد الأساسية كالكتابة و التعبير و التخلص من نظام الدوامين و إيجاد حلول مستعجلة للقضاء على مشكل الاكتظاظ داخل الأقسام و إعادة تهيئة بعض المؤسسات التربوية التي أصبحت لا تصلح للتدريس، و فيما يخص مشكل ثقل وزن المحفظة، أكدت باشا أن هناك العديد من الحلول التي يمكن من خلالها القضاء على هذا المشكل دون صرف المبالغ المالية الطائلة و التي قد لا يجدي أي نفع للتلميذ أو القطاع بصفة عامة. و في ذات السياق، أوضح الوزير أن الدخول المدرسي المقبل سيشهد إجراءات غير مسبوقة في قطاع التربية، خاصة في الطور الابتدائي، مؤكدا أنه سيشرع بداية من الدخول المدرسي المقبل في إجراءات تخفيف المحفظة تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث سيتم بداية من شهر أوت المقبل تجهيز 1600 مدرسة إبتدائية عبر مختلف ولايات الوطن التي تم اختيارها بإحكام، باللوحات الإلكترونية ، لتشمل العملية كل بلديات الوطن. وأضاف وزير التربية أنه سيتم لأول مرة إستعمال الكتاب الرقمي في المدرسة الجزائرية وخصوصا بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي والذين سيتجاوز عددهم 5 ملايين و200 الف تلميذ بصفة مجانية، و حرصا على التعميم التدريجي للمشروع، أمرت الوزارة مديري التربية بتوفير الأمن بالمدارس التي سيتفيد تلاميذها من الألواح الرقمية، من خلال ضمان الحراسة، ووضع شبابيك حديدية على نوافذ حجراتها، و إمكانية تزويدها بكاميرات مراقبة، و الحرص على وضع الألواح تحت تصرف تلاميذ المدارس المستفيدة مع بداية الدخول المدرسي.