مع عودة المتمدرسين إلى مقاعد الدراسة، اليوم، ومباشرة الأساتذة في تنظيم فروض الفصل الأول، دعا نقابيون الجهات الوصية التدخل من أجل الشروع، في إصلاحات جذرية في البرامج التعليمية التي وصفت بالكثيفة ، والتي أضحت ترهق التلميذ، ناهيك إلى أهمية تقليص الفروض والاختبارات والنظر في كيفية تحسين الظروف المهنية الاجتماعية للأساتذة ومستخدمي القطاع. ويرى في هذا الصدد، المنسق الوطني للمجلس أساتذة التعليم العالي "الكناس" الدكتور عبد الحفيظ ميلاط، في منشور له على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" "أن إصلاح قطاع التعليم بات من الضروريات بالنظر، أن إصلاح الجامعة الجزائرية أمر لا يمكن تحقيقه، إذا كانت التربية والتعليم الوطنية مريضة، وتصدر للجامعة سنويا أكثر من 300 ألف طالب جديد أغلبهم الساحق غير مكون بيداغوجيا وعلميا ويفتقر الحد الأدنى من متطلبات التعليم العالي والبحث العلمي "-يقول ميلاط-. و بصفته ولي أمر، أربع تلاميذ، موزعين على الأطوار الثلاثة ( الابتدائي، المتوسط، الثانوي)، قال ميلاط، " أنه أصبح اليوم لازما إعادة النظر في النظام التعليمي التربوي في أطواره الثلاثة وإعادة هيكلة شاملة له من خلال تطبيق 6 مقترحات ، بداية من التخلص الفوري من كثافة البرنامج، للتخلص من العديد من المواد التعليمية الإضافية التي ترهق التلميذ وتشتت فكره وتركيزه عن المواد التعليمية الهامة الأساسية التي تبني مداركه التعليمية، علاوة إلى تخفيض الحجم البيداغوجي والساعي للتلميذ، من خلال اعتماد نظام تعليم مستمر يمتد لغاية الساعة 14 مساءا كحد أقصى لجميع التلاميذ بما يسمح لهم بالتمتع براحة تسمح لهم الاسترجاع الكافي". كما دعا ميلاط، إلى التخلص من كثرة الفروض والاختبارات، وتعويضها بالمتابعة المستمرة، مع الاكتفاء بامتحانين فقط في السنة الدراسية، وجعل نظام الاختبارات يعتمد على تطوير الفكر التحليلي للتلميذ عوض الحفظ الأصم والمنع التام للواجبات المنزلية، التي ترهق التلميذ أكثر مما تساعده في تطوير مستواه. وفتح في المقابل النقابي، النار على أصحاب الدروس الخصوصية، بعد أن دعا السلطات إلى التدخل من أجل تجريم هذه الدروس ، وتطبيق عقوبات رادعة على كل من يمتهنها، وتعويضها بحصص استدراكية للتلاميذ المتأخرين في التحصيل الدراسي بساعات إضافية أمسية يوم الاثنين والخميس، أو أي يومين في الأسبوع حصرا. ومن أبرز مقترحات الدكتور ميلاط" تخفيض عدد التلاميذ في القسم إلى 20 تلميذ كحد أقصى في القسم الواحد"، موضحا أنه نظرا لعدم قدرة المؤسسات التربوية الحالية على تحقيق هذا المعدل، يمكن التعاون مع قطاع التكوين المهني والتمهين كخطوة أولى من خلال استعارة أقسامه الدراسية لفائدة تلاميذ التربية الوطنية، على أن يبدأ تلاميذ التكوين المهني دراستهم بداية من الساعة 14 مساءا. * التلاميذ يعودون للدراسة اليوم وبعد مرور أكثر من شهر ونصف عن انطلاق الموسم الدراسي 2022/2023 ، ومع عودة التلاميذ اليوم إلى مقاعد الدراسة بعد استفادتهم من عطلة الخريف، قال يزيد بوعنان مكلف بالإعلام لدى المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات في تصريح ل"الاتحاد" أن التلاميذ على موعد هذا الأسبوع ، مع الفروض بمختلف المؤسسات التعليمية ، موضحا بشأن تقدم الدروس خلال الفصل الأول "انه نظرا لكون دخول التلاميذ من العطلة الصيفية قد كان متأخرا (يوم21سبتمبر2022) فإن التقدم في تنفيذ المنهاج الدراسي يشهد بالتأكيد بعض التأخر، إذ لم يتعدى الوقت الذي درسوه فعليا 4 أو 5اسابيع، والأكيد أن هذه الفروض وبعدها اختبارات الثلاثي الأول، التي ستنطلق مع مطلع شهر ديسمبر، سوف تمكن الأساتذة والإداريين من الوقوف على مدى استيعاب دروسهم، حتى وإن كانت الدروس التي قدمت خلال هذا الثلاثي، ليست بالكثافة التي تجعل التلميذ يخشى على عدم الفهم والاستيعاب . أما بشان مستجدات الساحة التربوية أشار بوعنان "أن الكثير من الشركاء الاجتماعيين ومن بينها نقابة المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات، ينتظرون من الوصاية حوارا اجتماعية جادا وصادقا، لمعالجة المشاكل وإيجاد حلول ناجعة لها، خاصة فيما يخص ملف القانون الخاص وكذا ملف رفع الأجور وتحسين القدرة الشرائية لموظفي القطاع من خلال فتح ملف المنح والعلاوات، وذلك طبقا لما أمر به رئيس الجمهورية. وقال بوعنان "ننتظر من مسؤولية الوزارة أن يكونوا في مستوى تطلعات عمال وموظفي القطاع من اجل الرفع من المستوى الاجتماعي حتى يشهد القطاع استقرارا يسمح بالمرور به إلى برك الآمان.