بعد 15 جولة من التصويت، انتخب مجلس النواب كيفين مكارثي رئيساً له، مختتماً بذلك أربعة أيام من التجاذبات الحادة والانقسامات الحزبية التي خيمت على أجواء الكونغرس. وقد حصل مكارثي في جلسة التصويت التي حصلت منتصف ليلة أمس، بتوقيت واشنطن على 216 صوتاً، وهي الأغلبية البسيطة للأصوات المطلوبة للفوز، في ليلة خيّم عليها التوتر والمشاحنات التي عكست أجواء الانقسامات الجمهورية الحادة، وبهذا يستلم مكارثي، زعيم الجمهوريين السابق، مقعد رئاسة المجلس بعد صراع شرس زعزع حزبه وشل عمل المجلس التشريعي بالكامل بسبب معارضة حادة من نواب وصفهم ب"المتمردين". لم يحصد مكارثي الأصوات اللازمة للفوز بسهولة، فقد اضطر الى اللجوء إلى تنازلات كثيرة طلبها منه النواب المعارضون. ويتخوف بعض المنتقدين له، ومنهم عدد من الجمهوريين الداعمين له، من نوعية هذه التنازلات، مشككين في أن تؤدي إلى عرقلة لأجندة المجلس التشريعي الطموحة والتي وضعها الحزب بعد فوزه بالأغلبية في المجلس في الانتخابات النصفية "للتصدي لإدارة بايدن ومحاسبتها". على سبيل المثال، من ضمن التنازلات التي قدمها مكارثي، تعديل على قوانين المجلس يسمح لأي نائب بطرح مشروع لخلعه من منصبه. المفارقة هنا هي أن هذا التصويت سيكون بحاجة إلى أغلبية الأصوات، الأمر الذي لا يعني بالضرورة أن مساعي بعض المعارضين ل«طرد» مكارثي في كل مرة استاؤوا فيها من أدائه ستنجح، لكن التنازل الأهم هو إعطاء المعارضين، وهم من الشق اليميني المتشدد من الحزب، مقاعد في لجنة القواعد النافذة في مجلس النواب. فهذه اللجنة تسنّ قواعد العمل في المجلس، وتقرر أي مشروع قانون يحظى بالتصويت، وما هي مدة النقاش عليه وكمية الأصوات اللازمة لإقراره وعدد التعديلات التي يمكن للنواب طرحها عبره. ويعد هذا التنازل من أهم «الجوائز» التي حصدها المعارضون، إذ إنه يعطيهم نفوذاً كبيراً في كل الملفات من دون استثناء. ولعلّ أكثر ملف سيتمكن هؤلاء من عرقلته، بحكم عضويتهم في لجنة القواعد، هو تمويل المرافق الحكومية. فقد عرفوا بمعارضتهم الشديدة للمبالغ الطائلة التي تصرف لتمويل الحكومة، آخرها ال1.7 ترليون دولار التي أقرها الكونغرس الشهر الماضي. * أول تعليق لبايدن بعد انتخاب مكارثي هنّأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، الجمهوري، كيفن مكارثي، لانتخابه رئيسا لمجلس النواب الأمريكي، ودعاه إلى "الحكم بشكل مسؤول ولصالح الأمريكيين"، وقال الرئيس بايدن في بيان: "أنا مستعدّ للعمل مع الجمهوريين عندما يكون ذلك ممكنا، والناخبون أشاروا بشكل واضح إلى أنهم ينتظرون من الجمهوريين أن يكونوا مستعدّين للعمل معي". وأضاف: "حان وقت الحكم بشكل مسؤول". وحصل النائب الجمهوري، كيفن مكارثي، على الأصوات اللازمة لانتخابه رئيسا جديدا لمجلس النواب الأمريكي، بعد 15 جولة تصويت. وبحسب نتائج التصويت، الذي عرضته معظم القنوات التلفزيونية الأمريكية، حصل مكارثي على 216 صوتا، وحصل منافسه الديمقراطي، حكيم جيفريز، على دعم 211 من أعضاء مجلس النواب، فيما اختار 6 أعضاء عدم الإدلاء بأصواتهم لأي شخص.