اختتمت دورة المجلس الشعبي الولائي لولاية تيسمسيلت التي انعقدت يومي 29و30 من الشهر المنصرم على التوقعات والتخمينات التي سبقت تاريخ فعاليات الافتتاح الرسمي لها بحيث لم يسجل أي تغيير على غرار الدورات السابقة بالرغم من أهمية المواضيع المقترحة على نواب المجلس للنقاش مثل ميزانية الولاية الثقافة وكذا الدخول المدرسي علاوة على تقرير الفلاحة الذي كان من بين ابرز مواضيع الدورة ونال حصة الأسد سواء من زاوية النقاش الذي استغرق قربة يوما كاملا أو من ناحية الاهتمام من قبل النواب المجلس على تشريحه بغية التعرف على الأسباب الخفية والحقيقية على عدم التخطي قطاع الفلاحة بتيسمسيلت خطوة مرموقة إلى الأمام بالرغم من الأموال الباهظة التي أنفقت علي القطاع منذ 2001.وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات من وراء هذا التأخر. هل الفلاح نفسه هو من يتحمل عبء هاته الكارثة أم المشرفين على القطاع الفلاحي بالولاية بحكم حجتهم على أن الفلاحة تسير من وراء المكاتب أم هناك جهات أخرى لا تظهر للعيان تتحمل كامل المسؤولية على التدهور الذي تتخبط في كنفه الفلاحة بصفة عامة. لجنة الفلاحة والري والغابات على مستوى المجلس الشعبي الولائي أعدت تقريرا مفصلا وصل تعداد صفحاته إلى قرابة 39 صفحة تطرق إلى أهم وابرز النقاط التي كثيرا ما كانت عائقا في مسار عجلة التنمية الفلاحية بتيسمسيلت والمشكل البارز الظاهر الملفت للانتباه الذي تطرقت له لجنة الفلاحة كاستفسار افتتاحي لجملة من المشاكل تقف حجرة عثر أمام الفلاحين مخازن تخزين الحبوب والتي يعود تاريخها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي ولم تتغير إلى غاية اليوم ومع التوسع العمراني لعاصمة الولاية تيسمسيلت أضحت بقلب المدينة مما عكرت بل خلقت مشكل كبير وعويص في حركة المرور بسبب شاحنات التخزين القادمة من الحقول لتفريغ حمولتها بالمخازن بلدية تيسمسيلت والعجيب في الأمر أن تلك الشاحنات مجبرة على الانتظار في طابور ملتوي سبع مرات يصل في بعض الأحيان إلى ستة أيام متتالية كي تفرغ حمولتها ومن كثرة الشكاوي وتعقيد حركة المرور أقدمت البلدية من وضع إشارات مرور تمنع السير في اتجاهين والجميل إن تلك الإشارات توضع في موسم الحصاد فقط وهذا حتى تتحرك حركة المرور لكن الاستفسار الذي يطرح قبل أربع سنوات خلت قرر وزير الفلاحة السابق السيد رشيد بن عيسى ببناء مخازن خارج الولاية وابرم الاتفاقية مع سلطات الولاية آنذاك وتم الاتفاق عليها بصفة نهائية إلا أن الواقع اثبت أن تلك الحكاية ما هي خرافة حكيت مشكل أخر تطرقت إليه اللجنة في قرارها ويكمن في ملبنة خمستي والتي هلل لها الكثير بأنها ستكون بمثابة المتنفس الوحيد بل البديل عن مشكل النقص الفادح الذي تعرفه الولاية في مادة الحليب بحيث لا تزال الولاية تزود بمادة الحليب من عين الدفلى والمدية وتيارت وفي بعض الأحيان حتى من واد السمار الجزائر العاصمة إلا أن الملبنة لم توفق في الاكتفاء الذاتي وتعقدت الأمور لاسيما في شهر رمضان المنصرم أكثر من السنوات السابقة التبريرات المقدمة حسب تقرير اللجنة أن قلة الممونين بمادة الحليب تخلوا عن الاتفاقية المبرمة بينهم وبين صاحب الملبنة لان أموالهم لم تسدد في وقتها من اجبرها للتعامل مع ملبنات أخرى مثل ملبنة تيارت مشكل أخر أثار سخط المستثمرين حسب تقرير اللجنة ويكمن في غياب تام لغرف التبريد لان هناك العديد من المستثمرين في القطاع الفلاحي وجدوا أنفسهم في حرج من وفرة الإنتاج إلى بيعه بأرخص الإثمان لولايات أخرى مجاورة تملك غرف للتخزين والتبريد مشكل أخر يكاد أن يكون احد الحواجز المنيعة للنشاط الفلاحي إلا وهو الطريق أو المسالك الريفية من إلى المواقع الريفية بحيث أصبحت مراقبة الطرق ضئيلة ان لم نقل منعدمة تماما وان شيدت لا تكون وفق المعايير المعمول بها بحيث عدم مطابقة الأشغال للبطاقة التقنية الغش في القنوات مع عدم ربطها بالاسمنت ولا نجدها تماما في بعض البلديات زيادة على مشاكل أخرى كانت كلها بمثابة الدليل القاطع على الفلاحة بتيسمسيلت تسير من خف المكاتب ويكاد المواطن ان يعتقد ان أن القطاع يسير وفق المأمورية لا غير والي الولاية وبعد سماعه للتقرير السيد المدير وتقرير لجنة الفلاحة وجد نفسه في حرج كبير وارتفع مؤشر غضبه إلى درجة لم تكن معهودة موجها أصابع الاتهام إلى السيد مدير الفلاحة على أن العدد الإجمالي للأبقار المقدر حسب التقرير ب 11 الف بقرة حلوب قليل بالمقارنة الوطنية وحتى بالولايات المجاورة ناصحا إياه بعدم الافتخار ملحا على ان يسعي إلى مضاعفة المجهود بكامل تراب الولاية مع تحريك الإرشاد الفلاحي على جميع الأصعدة بهدف تحفيز الفلاحين على زيادة الطلب على تربية الأبقار لاسيما وان المناخ والعوامل الطبيعية تساعد على ذلك وفي نفس الوقت توعد والي الولاية امام أعضاء المجلس بأنه سيكون وزيرا للفلاحة في ولايته وانه سيقوم بزيارات ميدانية في الأيام المقبلة ومعرفة أهم المشاكل التي تعيق الفلاحين من الميدان والي الولاية زاد اعترافه بعدما كان غاضبا في العديد من استفسارات النواب حول العديد من القضايا سواء في قطاع الفلاحة أو الثقافة إلا انه استدرك في نهاية المطاف وأمر بلجنة تحقيق تخرج للمعاينة في كل من مدرسة مكبرت التي بها أربعة أقسام تعاني من تشققات خطيرة مدرسة أولاد عبد الله وطريق مدرسة بني جرتن وتلك المدرسة التي تعاني اشد المعاناة والي الولاية استفسر السيد مدير التربية عن المتسبب في عرقلة افتتاح مدرسة العبا يس ببلدية لرجام ويبدو من خلال ما استخلصه والي الولاية أن هناك ثغرات كانت بمثابة الرؤية الواضحة والميدان دليل قاطع على أحقيتها مما اجبره على تكليف الأمين العام للولاية من تشكيل لجان خاصة للميدان وأفدته بتقارير على جناح السرعة وكما قال الويل ثم الويل لمن ثبت عليه التقاعس أو التهاون. الكل يرتقب ما سيترتب عن تفقد لجان التفتيش والمراقبة سواء في القطاع الفلاحي او المؤسسات التعليمة التي تشتكي من تهاون بعض رؤساء البلديات ومديرية الاشغال العمومية التي قصرت كثيرا في حق الطرق الولائية وأصبحت وتيرة الأشغال بها على شاكة سير السالف.لان قطاع الاشغال العمومية لم يتحرك صوب المقاولين والشركاء معه في انجاز الطرق والمسالك والدليل ان هناك بض المسالك لا تتجاوز 6كيلومترات لم تتمكن مقاولة الاشغال من الانتهاء منها وفق الاتفاقية المبرمة بين الطرفين والامثلة كثيرة على ذلك.