تصريحات المسؤولين الجزائريين تُقرأ بعدة أوجه و تفسّر بطرق مختلفة تماما، و السبب يعود إلى المسؤولين أنفسهم و يمكن أن يُنحصر في محورين أساسيين أما الأول: فمن المتعارف عليه أن معظم الشخصيات لا يحسنون اللغة العربية و بالتالي فكل ما يقولون يحتاج إلى إعادة صياغة و تفكير في ماذا يراد منه؟.و ما أكثر هؤلاء فحينما تشاهد النشرات الإخبارية للتلفزيون الجزائري تقف عاجزا عن فهم الإطارات و الموظفين "السامين".أما الأمر الثاني: فهناك سياسيين و شخصيات ذات حنكة بالغة و آليا تكون كلماتهم ذات دلالات و خطاباتهم يجب أن تفهم ما بين سطورها، وفي هذه الحالة كلامهم غير موجه إلى عامة الناس وهو ما يعني أن المواطن الجزائري غير معني باللعبة السياسية و لا بتسيير شؤونه و مفروض عليه الجري وراء "الخبزة" فقط؟!.ما حيّر الجميع مؤخرا أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خرج بتصريحات تحمل بعض "القنابل الهيدروجينية"، فبعد أن كان التحدث عن المخابرات و "الدي.ار.اس" من الممنوعات تقريبا لدى السياسيين فما بالك بالمواطنين البسطاء، أصبح مباحا عند سعداني باعتباره ممثلا لحزب السلطة ربما و إن كان حاول من خلال أحاديثه الصحفية أن يزيل بعض الغموض عن أسباب "حملة التغييرات" التي أطلقها الرئيس بوتفليقة مباشرة بعد عودته من باريس.و عندما يتحدث سعداني مع وكالة أنباء عالمية بحجم "رويترز" و يقول:"إن بوتفليقة عازم على تأسيس مجتمع مدني وتقييد النفوذ السياسي لجهاز الاستخبارات"، فإن الأمر يستدعى وقفة تأمل مطولة في معاني تصريحات ممثل الحزب العتيد، و أول ما يقرأ أن المراحل السابقة تدخل فيها جهاز المخابرات في الشأن السياسي بشكل لم يسمح به القانون و بالتالي رأى بوتفليقة أن يبعد الجهاز عن الحياة السياسية لإسكات كل من يدعي بأن النظام الجزائري لا برلماني و لا رئاسي بل "عسكري" حسب المتطاولين.