أكّد المخرج المسرحي أحمد خوذي أنّ كل من الترجمة والاقتباس يعتبران نافذة لتحقيق إطلالة على ما ينتج في الغرب من كتابات مسرحية متنوعة ومختلفة المواضيع، حيث يسمحان لنا باكتشاف الموروث والتراث الإنساني العالمي الذي يختلف عن تراثنا وحضارتنا، إذ نستمد منه تجاربنا وننجز من خلاله أعمالنا خاصة وان المسرح الأمازيغي يعاني أزمة نص . كيف يمكنك أن تقدم المسرح الأمازيغي للجمهور ؟ أن المسرح الأمازيغي هو الذي يقوم على النص المستلهم من الواقع المحلي ومن الموروث الثقافي بكل الزخم الذي يحمله، ويكون على شكل الفرجة، وكل الرصيد الشفوي الذي تزخر به الثقافة الأمازيغية. وان المسرح الأمازيغي هو ما أنتجه أو ساهم فيه المبدع الأمازيغي ذاتا ولغة وهوية وموضوعا وقضية. وبالتالي، لا يمكن اعتبار المسرح إرثا أو إنتاجا أمازيغيا إلا إذا كانت الذات الأمازيغية حاضرة على مستوى الإبداع والإنتاج أو كانت اللغة الأمازيغية حاضرة على مستوى الكتابة والتشكيل والتوصيل، أو كانت الأمازيغية موضوعا وقضية محورية للفرجة المسرحية. وماذا عن الجانب التاريخي له ؟ المسرح الأمازيغي عانى من التهميش في بداياته، فلقد بدا في الثمانينات، على يد رجال المسرح أمثال الراحل محند أويحيى المعروف باسم موحيا، الذي قام بمجهودات كبيرة للنهوض بالفن الرابع الأمازيغي من خلال ترجمة واقتباس العديد من النصوص العالمية إلى الأمازيغية. وبدا بالنهوض جليا في الساحة الثقافية منذ عام 2000، فعرف طريقه للنجاح والانتشار عبر الاحتكاك والتعريف بثقافاته وموروثاته وميزاته في المهرجانات المقامة في داخل الجزائر وخارجها. في رأيك ما هي العراقيل التي تحد من تطور المسرح الأمازيغي؟ وهل اللغة تعتبر عائق أمام توافد الجمهور؟ إن لغة المسرح ليست اللغة المنطوقة فحسب، فالمسرح يعتمد على لغات عدة لإيصال الرسالة للجمهور المتلقي، فالتعبيرات الجسدية والحركات والإيماءات تعتبر لغة تواصل، والامازيغية لم ولن تكون عائقا لارتقاء المسرح الأمازيغي. حدثنا عن مسرحية الأخير "ثروي ثبروي؟ "ثروي ثبروي" التي تندرج في قالب اجتماعي درامي يحكي العلاقات الاجتماعية الإنسانية من خلال نماذج مختلفة. وهي عبارة عن ترجمة ناصر موحوش لمسرحية "تخريف ثنائي" للكاتب العالمي يوجين يونسكو، التي كتبت سنة 1962، ويشارك فيها مجموعة من الشباب المتكون في المعهد العالي للفنون الدرامية. لما وقع اختيارك على النص بالذات؟ بخصوص اختياري لهذا النص لأنني يحب كثيرا أعمال يونسكو و سبق لي و إن قدم مسرحيات لهذا المؤلف مثل "الدرس "سنة 2000 . و قال إن ما أعجبه في نص هذه المسرحية الجديدة هو تلك النظرة العميقة و الحزينة في نفس الوقت لطبيعة الإنسان انطلاقا من قصة زوجين و هما يمثلان في الواقع صورة مصغرة لما يجري في العالم من صراعات مضيفا إن هذا العمل يذكرنا أيضا بما تعرفه المنطقة العربية من صراعات. وهل يعاني المسرح الأمازيغي أزمة نص؟ نقر بوجود أزمة في المسرح الأمازيغي تتعلق أساسا بالنقص المسجل على مستوى كتابة النصوص باللغة الأمازيغية، حيث تعتمد على الترجمة والاقتباس من المسارح الأجنبية مما جعل على حدّ تعبيره العروض تكون شبه غائبة عن ركوح المسارح الوطنية و الجهوية ، وإن تم تقديمها فإنّه يقتصر بالدرجة الأولى على مشاركتها في مختلف المهرجانات الخاصة بالفن الرابع بالجزائر. كما إنها لم يخفي قيمة وأهمية الاقتباس والترجمة قائلا “يعتبران بمثابة نافذة لتحقيق إطلالة على ما ينتج في الغرب من كتابات مسرحية متنوعة ومختلفة المواضيع، حيث يسمحان لنا باكتشاف الموروث والتراث الإنساني العالمي الذي يختلف عن تراثنا وحضارتنا، إذ نستمد منه تجاربنا وننجز من خلاله أعمالنا.