أكّد الباحث ورئيس مؤسسة القصبة بلقاسم باباسي إن مظاهرات 11ديسمبر هي استفتاء شعبي جاء من اجل استقلال الجزائر ووصفها المؤرخون ب"ديان بيان فو سيكولوجية حقيقية". وواصل الباحث بقاسم باباسي الحديث عن مجريات المظاهرات خلال محاضرة تاريخية نشطها أول أمس بفضاء قاعة ابن خلدون تخليدا لروح الشهيدة وثيقي صليحة بقول إن في هذا اليوم خرج الشعب الجزائري في المدن الرئيسية للجزائر لمعارضة مخطط الجنرال شارل دي غول الهادف الى فرض حل اعتمد في إطار لامركزية الإدارة الاستعمارية مع منح "حكم ذاتي" للأراضي الجزائرية تحت شعار "الجزائر جزائرية" كما أبرز الدور المحوري الذي قامت به بنات في تلك الفترة في السير بالكفاح إلى غاية بلوغ النصر، كما استحضر باباسي أسماء جزائريات سقطن في ساحة الشرف ولقن الأجيال دروس التضحية والفداء مؤكدا على أن المرأة كانت تقدمت في المظاهرات وكانت في الصفوف الأمامية كما كان الشأن في مظاهرات 11 ديسمبر1960 ففيها سقطت مثلا صليحة وثيقي. من جهته قال بقاسم باباسي تهدف إلى "الوقوف أمام" مظاهرات المناصرين للجنرال ديغول و إعادة تنظيم المنطقة المستقلة للجزائر العاصمة التي تزعزعت هياكلها خلال معركة الجزائر سنة 1957. وفي هذا الشأن قال الدكتور بن عبودة أن "هذه الأحداث أعطت قوة استثنائية لكريم بلقاسم الذي مثل الجزائر في منظمة الأممالمتحدة". كما يعتبر أن هذه الأحداث كانت بالتأكيد بداية لنهاية "المتطرفين" الذين كانوا يدافعون على الاستعمار. وكانت تهدف إلى إسماع صرخة الجزائريين عبر كل العالم. و قد سمع دوي هذه الصرخة فعلا في منظمة الأممالمتحدة و كان النصر جليا عبر استفتاء تقرير المصير في جويلية 1962 الذي كان النتيجة الفورية لصرخة ملايين الجزائريين ست سنوات بعد اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ذلك ال11 ديسمبر 1960. كثيرات خاصة من الشابات والصغيرات لم يكن يدركن أهداف الثورة بعمق لكنهن وقفن في وجه ديغول. وفي الأخير ما عسان إلاّ أن نقول ان مظاهرات 11ديسمبر المسمار الذي دق في نعش فرنسا بحيث فضحت إدعاتها بان الجزائر قطعة من فرنسا و فقال الشعب لا..لا، وعرف الناس إن الشعب الجزائري تواق إلى الحرية والانعتاق والتخلص من الاستعمار الفرنسي.