أوضح النظام السوري عن عقد “مصالحة” مع أهالي بلدات بريف دمشق جنوبي سوريا، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، في حين اعترف مصدر في تلك القوات بإبرام “هدنة” لإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين في البلدات المذكورة. كشفت ذات المصادر أن أهالي بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا وعقربا بريف دمشق الجنوبي أعلنوا نهاية مرحلة مريرة وقاسية عاثت خلالها المجموعات الإرهابية المسلحة تخريباً وتدميراً في الشوارع والمساكن وشردت وهجرت الأهالي من منازلهم وسلبت ونهبت ممتلكاتهم، ومن جهته أكد محافظ ريف دمشق حسين مخلوف من داخل بلدة ببيلا إن ما أسماها “المصالحة” في بلدات ريف دمشق، جاءت ثمرة جهود مخلصة من قبل أبناء الوطن وبشراكة حقيقية مع الجيش النظامي وعناصر الدفاع الوطني (ميليشيا موالية للنظام)، في حين اتهم ناشطون معارضون خلال الأشهر الماضية، قوات النظام السوري بقصف البلدات التي شملتها الهدنة أو المصالحة بالغازات السامة، بعد سيطرة قوات المعارضة عليها منذ أكثر من عام ونصف وعجز قوات النظام عن استعادتها.وفي ذات السياق صرح النقيب إسلام علوش الناطق باسم القيادة العسكرية للجبهة الإسلامية، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية في سوريا، إن قوات المعارضة (وتشمل الجيش الحر وفصائل إسلامية مواليه له) وقّعت مؤخراً مع قوات النظام “هدنة” لوقف إطلاق النار في بلدات بريف دمشق، على أن لا تدخل قوات النظام إلى تلك البلدات كما لا تخرج قوات المعارضة منها، وواصل الناطق أن كتائب المعارضة، وافقت على توقيع الهدنة مع الجيش ووقف إطلاق النار مقابل إدخال الماء والكهرباء والغذاء إلى السكان المحاصرين، إلا أنه بين أن الجبهة الإسلامية ترفض هذه الهدنة وتستنكرها، كما أن البلدات الخاضعة للهدنة لا تخضع لسيطرة كاملة لها.في حين أن جنود النظام لم يدخلوا إلى البلدات التي شملتها الهدنة إلا أن محافظ ريف دمشق مع عدد من ضباط الجيش النظامي دخلوا، ليتصورا داخل بلدة ببيلا قبل أن يخرجوا منها.كما نشر ناشطون إعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً تظهر عناصر من قوات المعارضة وهم يتصافحون ويتبادلون الأحاديث مع عسكريين وإعلاميين تابعين للنظام السوري، الأمر الذي أثار حفيظة معارضي النظام. قوات الحكومة تستعيد السيطرة على قرية علوية في حماة: أكدت مصادر إعلام حكومية إن القوات السورية استعادت أمس السيطرة على قرية تقطنها الأقلية العلوية من مقاتلين إسلاميين في محافظة حماة بوسط البلاد، في حين كانت قوات المعارضة التي تضم مقاتلين من لواء أحرار الشام وجماعة جند الأقصى وجماعات إسلامية أخرى سيطرت على قرية معان في محافظة حماة بوسط البلاد قبل بضعة أيام، كما ينتمي سكان معان التي تبعد حوالي خمسة أميال عن الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين شمال وجنوب سوريا إلى الأقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس بشار الأسد، في حين إن الجيش دخل معان للقضاء على أخر مجموعة من “الإرهابيين” الذين تسللوا إليها وارتكبوا “مذبحة”، كما لا توجد تقارير عن القتلى والمصابين في المعركة الأخيرة لكن سانا قالت إن عشرات السكان ومعظمهم من النساء والأطفال قتلوا عندما دخل المسلحون إلى معان في وقت سابق هذا الشهر.وأما المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مراقبة مناهضة للأسد صرح إن المقاتلين الإسلاميين قتلوا 20 مدنيا و25 مقاتلا على الأقل من قوات الدفاع الوطني الموالية للأسد عندما دخلوا القرية في التاسع من فبراير، في حين لم يتسن التحقق من التقارير بشكل مستقل بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام في سوريا، كما تقاتل قوات المعارضة ومعظمها من السنة للإطاحة بالأسد بدعم من مقاتلين إسلاميين وجهاديين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.