نظمت غرفة الصيد البحري وتربيات المائيات بولاية الشلف،يوما تحسيسيا وإرشاديا حول احترام فترة الراحة البيولوجية و مدى أهميتها في الحفاظ علي الثروة السمكية من الانقراض وذلك لفائدة المهتمين بالمجال من إطارات مديرية الصيد البحري , و المعهد الوطني للصيد البحري وممثلين عن مصلحة حراس الشواطئ إلى جانب مشاركة أرباب السفن و المهن الصغيرة و جمعيات الصيد البحري،أين تم تنظيم هذا اليوم التحسيسي قبل يومين من بداية تطبيق "فترة الراحة البيولوجية والتي انطلقت بصفة رسمية بداية من الفاتح ماي وتدوم إلى غاية شهر سبتمبر القادم ".حيث تم تنظيمه بمخيم الشباب بتنس وتحت إشراف الفاعلين في القطاع،أين تدخل مدير الصيد البحري بالولاية " عابد عبدالرحمان " بإسهاب عن الهدف الأسمى لهذا اليوم الإعلامي الذي وصفه بالشامل للبحار الرامي إلى عملية تحسيس ما ينبغي القيام به خلال عملية صيد سمك السردين الذي يشهد خلال هذه الفترة بالذات وفرة بشكل متزايد عن الفترة الشتوية التي تتميز برداءة جوية كثيرا ما تحرم بحارة هذا النوع من السمك من الإبحار قصد صيده، إلا أنه و مع وفرة هذه المادة السمكية في الوقت الحالي تتعرض هذه الثروة إلى مذبحة ينجر عنها مخاطر كبيرة في عملية الصيد بعد إغراء الكثير من الصيادين في جمع بما يسمى " الملاك " الذي هو في طور النمو و لا يتعدى طول السمكة الواحدة 11 سنتيمتر , الأمر الذي دفع بحماة هذه الثروة السمكية إلي ترتيب يوم تحسيسي توعوي لفائدة كل ممن له علاقة بصيد السردين و الحث بعدم المساس بهذه الثروة المتجددة و الإلحاح علي الحفاظ عليها و هي قيد النمو.كما تم التطرق في هذا الملتقى إلى مساعي الوزارة المعنية في عرضها لحوافز جديدة إضافية إلى القطاع عبر الصندوق الاستثماري بدون قروض الرامية إلي عملية تجديد و تحديث أسطول الصيد البحري و عصرنته بشكل عام , و يتجلى هذا المبتغى مع مرور فترة تكوينية قصيرة المدى يتولاها البحارة الراغبين في خوض هذه العملية الجديدة. و بخصوص المشاكل الذي يواجه أراب السفن و المهنيين و المتمثل في غياب ورشات الصيانة التي تتطلب بعض الوحدات الإنتاجية إلي إصلاح إعطابها في عين المكان، أكد مدير الصيد البحري لشركائه في القطاع أن وزارة الصيد البحري بالتعاون مع وزارة المالية قد خصصت مبلغ مالي محترم قدر ب 64 مليار سنتيم لفائدة الموانئ الأربعة المحسوبة علي ولاية الشلف سعيا منها لتمكين تغطية كل العجز الذي تشهده هذه المنشآت المينائية منها شبكة الصرف الصحي , توفير عبرها المياه العذبة، إعداد مرافق تخزين أدوات البحارة، محطات الوقود بالإضافة الي انجاز محطة بميناء المرسى خاصة بسحب و رفع السفن إلي البر قصد صيانتها، و هو المشكل الذي ظل يؤرق انشغالات بحارة موانئ الشلف الذين تتحتم عليهم الضرورة في الكثير من المناسبات إلى توجيه مراكبهم الصيدية إلى موانئ تابعة لولايات ساحلية أخرى سواء ميناء بوهارون بتيبازة أو مستغانم من أجل الصيانة المرجوة و بتكاليف مادية و معنوية غير مريحة حسب شهادة بعض المتدخلين الذين شاركوا في هذا اليوم التحسيسي.و من جهته أوضح رئيس الغرفة الولائية للصيد البحري الذي يعد طرفا أساسيا في تنظيم هذا الملتقى المتجدد كل سنة و في مثل هذه الأوقات , أن المبادرة هذه تزامنت مع المرحلة الصيدية التي يتطلب إعطائها أهمية بالغة في التحسيس بغية المحافظة علي الثروة السمكية من كل أشكال الصيد غير المسموح به و ذلك عن طريق كل وسائل الإعلام سواء أكانت مكتوبة أو مرئية أو مسموعة نحو تحسيس مهني ' مذكرا أن الفترة الحالية مفتوحة لصيد سمك السردين المتوفر بكثرة عبر كافة السواحل , غير أن حجم الوحدة السمكية لبعض هذا النوع من السمك جد صغير يتوجب علي الصيادين عدم اصطياده و الحفاظ عليه لمواصلة نموه المرتقب حتى يكون في مستوى التركيبة الغذائية التي يحتاجها جسم المستهلك . نفس الأمر ينطبق علي أصحاب السفن الجيبية بضرورة احترام مناطق المشرعة قانونا للصيد علي مستواها و عدم النشاط عبرها خلال الفترة الممتدة بين الفاتح ماي و نهاية شهر أوت من كل عام، حيث أصبح هذا الإجراء المتخذ معروفا لدى جميع الصيادين كما لا يستبعد اعتقاد محدثنا في أن جميع المهنيين في قطاع الصيد علي دراية بالمسؤولية الواجب التحلي بها في مجال الحفاظ علي الثروة السمكية التي تعد مصدر استرزاق هؤلاء البحارة قبل أن تكون مادة غذائية واسعة الاستهلاك و كثيرة الطلب.