ناقش باحثون ومختصون في مؤتمر عقد بالبحر الميت بالأردن، مخاطر الطائفية في العالم العربي، محذرين من أن استفحالها سيقضي على دول عربية إذا استمر تسييس المذاهب واستخدامها بإفراط في السياسة. بحث المؤتمر الذي نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت عنوان "المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير"، تهديدات استمرار الاستبداد وغيابِ المواطنة والتنمية وأثرها في توسع الصراعات المذهبية، كما رأى المشاركون أن فشل مساري دولة المواطنة والقانون من جهة والعروبة الثقافية الجامعة للعرب على أساس اللغة والانتماء من جهة أخرى يقفان خلف تمدد دور الطائفة وتسييس المذهب بحيث يكون الطرف الأوحد في معترك السياسة، وأما من وجهة نظر مدير المركز عزمي بشارة، فإن التصدي لهذا الخطر يكمن في تحصين المجتمعات، وأن تكون القوى السياسية العربية فاعلة ورافضة لأي تطييف للخطاب السياسي العربي على مستوى الولاء والتبعيات وغيره، وأما أحمد صنوبر الباحث المتخصص في القضايا الإسلامية، فيرى أن الطائفية فيها ظلم للآخر وتعد عليه، ومن مظاهرها أن يأتي شخص لأهل السنة ويقول إن تنظيم الدولة الإسلامية من أهل السنة والتنظيم خطابه سني، في حين أنه لا يمثل أهل السنة، لكن من الممكن لشخص إيراني أن يقول انظر إلى أهل السنة ماذا يفعلون؟، هذا ووفقا لأوراق بحثية علمية، فإن مزيدا من الفشل والدم ينتظر ساحات عربية أخرى، لا سيما أن عملية التطييف وصناعة الأقليات واللعب على تناقضات المجتمعات العربية تجري بشكل ممنهج على يد أنظمة وأحزاب ومليشيات تتحرك باسم الطائفة والمذهب، وهي ذاتها العملية التي أدت إلى فشل الدولة في كل من العراق وسوريا واليمن والسودان، وفي قائمة الانتظار دول عربية أخرى، ومن جهته خلص المؤتمر إلى أنه لا سبيل لتجاوز خطر الطائفية إلا ببناء دولة المواطنة والعدالة والشراكة السياسية، بعيدا عن الاستبداد.