· أزواج لا يراعون العشرة ويخلفون مطلّقات في سن الشيخوخة · حالات طلاق وخلع بعد الستين والأسباب مسكوت عنها · طلاق الستين.. طلاق انتهى عمره الافتراضي بحلول خريف العمر في حين يقال أن "طول العشرة" كفيل ببناء السعادة والتقارب النفسي بين الزوجين، وإلغاء كافة الحواجز بينهما، يبرز لنا الواقع وجها آخر لعلاقة لم يزدها الزمن إلا تنافرا وشقاقا وبؤسا وجفاء، حيث يعد سن ما بعد الخمسين بشكل عام مرحلة مهمة في حياة الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة، فهي مرحلة النضوج الفكري، والقدرة على التحمل، إلا أن هذه المرحلة قد يصيبها خمول في الأحاسيس و تفتقر إلى النشاط العاطفي بين الزوجين، فعندما يكبر الأبناء وتهدأ عاصفة الحياة تبرد المشاعر تدريجيا، وتبدأ الانفعالات في التراكم لدى أي طرف لأنها تتحول إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، ولا تضع حسابات العقل أمام قرارها، وفي بعض الحالات يكون هناك إحساس متنام لدى كبار السن بقرب النهاية، خاصة بعد زواج الأبناء، ويحاول الزوج المسن البحث عن وسيلة تعيده إلى سنوات شبابه، فينفر من شريكة عمره إن كبرت ويرى في أي فتاة صغيرة إطالة أو إحياء لسنواته شبابه، وطلاق كبار السن حالة خاصة جدا من حالات «الفشل الزوجي» وأكثرها إيلاما للنفس، نظرا للعشرة الطويلة ولوجود أبناء كبار وغير ذلك من الأمور.. روبورتاج: ي. مغراوي طلاق زوجين بعد سنة من الزواج أو خمس سنوات أمر عادي يحدث كل يوم في المجتمع ولكن عندما نسمع أن رجلا يطلق زوجته بعد عشرة ثلاثين سنة، أو عجوز في السبعين تطلب الطلاق من زوجها بعد خمسن سنة من العشرة، لأي يقع في خريف العمر، فهو ظاهرة جديدة طرأت على الزيجات بعد سنوات طويلة تصل إلى 40 عاما من الزواج، طرحت الظاهرة تساؤلات حول أسباب انتشارها، حيث تعدت قضايا الطلاق المتأخر المئات سنويا، أمام المحاكم، الموضوع يستحق وقفة متأنية لبحث أسبابه ودوافعه وما يترتب عليه من آثار سالبة سواء أكان قد تم ذلك في الخمسين أم في الستين أو حتى في السبعين.. إذا كانت الشريعة الإسلامية تجيز الطلاق لاستحالة العشرة بين الزوجين وتعتبره أبغض الحلال عند الله، فما الذي يدفع كبار السن إلى اعتباره الحل الوحيد، وكيف ينظرون إلى ما تبقى من سنين العمر بلا شريك بعد أن ذهب الشباب وحل المشيب؟ الاتحاد تفتح ملف طلاق خريف العمر الذي يعتبره المتخصصون خللا في النسيج الاجتماعي تجب مواجهته بشتى وسائل التوعية... "أطلب منكم أن تخلصوني من هذا الرجل" مثل هذه الظاهرة انتقلت عدواها إلى الحاجة زبيدة التي فاجأت أولادها بمجرد أن انتهى حفل زفاف أصغر أبنائها بقولها : الحمد لله كبرتكم وزوجتكم وكل واحد فيكم بنى حياتو الآن وبعد أن أتممت رسالتي على خير وجه، أطلب منكم أن تخلصوني من هذا الرجل". لم يصدق الابن الأكبر، وهو طبيب وله ثلاثة أبناء، ما سمعه من أمه العجوز، لكنها عادت لتؤكد أنها ترغب في الطلاق من أبيهم وعندما سألها عن السبب، أجابت بكل ثقة وقوة «لقد تحملته رغما عني طوال أكثر من 40 عاما من أجلكم. دفعت الثمن من شبابي وصحتي وأريد أن أقضي باقي عمري في هدوء بعد كل هذه السنوات من المعاناة، وبالفعل طلقت الحاجة من زوجها وانتقلت بإرادتها للعيش في شقة كانت قد ورثتها من أهلها. "بعدما شاب علقولو حجاب" أما الحالة التي تدعو للأسف فعلا فهي تلك التي شكت منها الخالة سعدية 66عاما، التي فوجئت بورقة طلاق غيابي تصلها من زوجها البالغ من العمر 70 عاما. والمؤسف أنه لم يكتف بهذا الأمر، بل بعد مدة وجيزة تزوج من فتاة عشرينية، قائلا لها إنه مل من نزاعها اليومي تأوهاتها جراء الروماتيزم الذي تعاني منه، حيث قال إنه لا يزال قوي البنية ويريد أن يعيد حياته مع فتاة تدلله وتخدمه." "خاين العشرة وكيلو ربي" وتقول صليحة: انفصلت عن زوجي بعد 32 سنة زواج وتسعة أولاد أمضيتها معه على الحلو والمر وكان مصيري الطرد والطلاق بعد زواجه بأخرى صغيرة في السن اشترطت عليه تطليقي وهانت عليه العشرة بكل بساطة وطردني لأذهب إلى بيت أولادي، وها أنا اليوم أضايق أبنائي وأحد من حريتهم مع زوجاتهم لكنه خان العشرة وانا احتسبت أمري إلى الله «متلازمة الزوج المتقاعد» وربما لهذا السبب يرى الدكتور مختار بن عودة، أستاذ الطب النفسي، أنه من الضروري تواصل الأبناء مع آبائهم، وعدم الانشغال عنهم، فقد يجد الآباء في أحفادهم رسالة أخرى تشعرهم بأن دورهم لم ينته، وأن الأسرة الكبيرة تحتاج إليهم، ويضيف قائلا أن المشكلة الجديدة تكمن في ما بات يسمى «متلازمة الزوج المتقاعد» وهي على النحو الآتي: عند دخول الرجل سن التقاعد تعتقد الزوجة أن تلك الانعطافة ستجلب لها وللعائلة قدرا من الراحة التي تستدعي الهناء والتفرغ للمشاوير وراحة البال، ولا سيما أن تلك الفترة تتميّز بقلة الضغوط المادية، وما يحدث في الواقع هو أن الزوج يغدو نزقا واستفزازيا كما لم يكن طوال حياته، وفي بعض الأحيان لا يكمل الزوجان عاما واحدا في ظل تقاعد الزوج، إلا ويكونان قد انفصلا بحكم من المحكمة وبطلب ملح من الزوجة... في هذه المرحلة.. الطلاق أشد بغضا وقبحا ويحذر مشايخ الدين من مغبة الطلاق بين كبار السن، حيث يؤكدون أن الطلاق يهتز له عرش الرحمن، فإن الذين عاشوا من الزواج والزوجات ووصلوا إلى أعلى السلم وجب عليهم ألا يلقوا سمعا لأي داع من دواعي الطلاق، فهو في هذه المرحلة أشد بغضا وقبحا. ويقول الله تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». فما أحوج الزوجين للمودة والرحمة بعد أن يتقدم بهما العمر، ويصير كل منهما صديقا حميما للآخر.