غش وتدليس خداع وتضليل عدم مصارحة الطرف الآخر بعيوبنا قبل الزواج يعتبر زواج خدعة.. لا شك أن الزواج أحد أهم نقاط التغير في حياة الانسان ومن أهم العلاقات بين البشر وعليه تقوم الأسرة كوحدة بناء المجتمع.. ومن مقومات الزواج الناجح الاحترام المتبادل والثقة والصراحة، وبالرغم من أن الحب هو أساس العلاقة الزوجية، لكنه ليس كل شيء، فإلى جانبه ثمة أمور كثيرة تتعلق بالحياة والمعيشة. وتكبر معظم المشكلات نتيجة عدم مراعاة أحدهما رغبات الآخر، وتجنبا لذلك قد يكذب أحدهما كذبات يعتقد بأنها لا تؤثر على صلب العلاقة، لكنها في الحقيقة قد تهز عرش الثقة في حال معرفتها، وعدم الصراحة لها تأثير على مسيرة الزواج، فلابد للزوجين أن يعرفا بعضهما حق المعرفة ولا يبقيان على أسرار تؤثر على استمرار العلاقة بينهما، وهناك من يتصرف في هذا الاطار وكأن الهدف أن يتم عقد القران وغير المهم ماذا يحدث بعده، والواقع ان عقد القران هو بداية الطريق وليس نهايته.. روبورتاج: ي. مغراوي يحدث وأن يتزوج الرجل والمرأة ممن لا يعرفون، حيث تعتمد الأسرة إلى الاختيار والتدقيق والسؤال الذي يأتي من أفواه الآخرين، وتخرج الفتاة من بيت أبيها لتدخل بيت زوج لا تعرف عنه شيئا سوى اسمه وكنيته، وربما بعض الصفات البسيطة التي تسربت إليها من خلال أمها، وشقيقاته، وذلك الحال بالنسبة للرجل يتزوج فتاة خطبها له أهله ثم قد يكتشف بأنه ارتبط بزوجة أو زوج إما لديه خلل في قدراته العقلية، أو ربما يعاني من مرض لم يفصح عنه أثناء الخطبة، أو أن مقدار راتبه الذي يتقاضاه قد دبل الضعف حتى تقبل به، أو ربما كان يعاني من عجز وفتور، فالمعلومات التي يمكن الحصول عليها قبل الزواج هي معلومات سطحية وعامة ومتعلقة بالخطوط العريضة دون تفاصيل دقيقة، فإخفاء الكثير من الحقائق على الزوج أو الزوجة أصبح حقيقة موجودة في واقع الخطبات التي تتم، فالأسرة تتعمد ذلك، لأنها تطمح لأن يكون لأولادها حياة مستقرة والتي يظنون بأنها لن تتحقق إلا من خلال وجود بيت وزوجين أحدهما مخدوع فمن يتحمل ثمن ذلك الخداع ؟ تشير الدراسات الاجتماعية الى أن هناك نسبة كبيرة من حالات الطلاق تقف وراءها أسباب تعود لاكتشاف أحد الطرفين بعد الزواج صفات معينة أو معلومات لم تكن معلومة لديه قبل الزواج عن شريك حياته، وقد تكون هذه المعلومات أو الحالات رئيسة في حياة كلا الزوجين كأن يكون أحدهما مصابا بمرض عضوي أو نفسي أو أن يكون لأحدهما التزامات مادية وديون لدى بنوك أو افراد.او غيرها من الامور الحياتية العامة التي قد تشكل عائقا في مستقبل الحياة الزوجية.. فمن يقوم باخفاء أمر مهم مثل هذا سيقوم باخفاء غيره وخير دليل على انتشار تلك الظاهرة السلبية الخطيرة شهادات حية لأناس عاشوا خدعة بعد الزواج تحدثت وإياهم الاتحاد فكانت البداية مع عدلان الشاب الثلاثيني الذي زوجته والدته من فتاة عرفتها عليها إحدى الجارات، وبعد سنة من الزواج لم تحمل زوجته و بعد رفضها مرارا وتكرارا زيارة الطبيب قرر أخدها عنوة وكانت الفاجعة ، اكتشف أن زوجته لن تحمل أبدا وبعد أسئلة ومحضر فتحه لها اعترفت له أنها كانت قد أصيبت بحادث قبل سنوات من زواجهما واضطرت الى استئصال الرحم وقد اكتشف هذا الامر بعد زواجهما بسنة فحدث الكلاق يقول عدلان: سبب طلاقي منها لم يكن بسبب عدم وجود رحم لديها وإنما بسبب خداعها لي فمن يقوم باخفاء أمر مهم ورئيس مثل هذا الأمر فمن المؤكد انه سيقوم باخفاء غيره في الأيام القادمة وهو ما يتنافى مع طبيعة الحياة الزوجية السليمة والقائمة. حالة مرضية مزمنة وعن طريق الصدفة اكتشفت "سارة" مرض زوجها بمرض نفسي حيث كان يعاني من "انفصام في الشخصية" وهو ما اكتشفته في الأيام الاخيرة التي سبقت زفافهما. تقول سارة: كان طليقي السابق وفي فترة الخطوبة يفاجئني بتصرفات غير طبيعية مثل زيارتي في بيت أهلي في ساعات متأخرة من الليل دون موعد مسبق ويطلب مني الذهاب الى بيت أهله لإكمال السهرة عندهم كذلك كان يصطحبني إلى مناسبات ويصر على أن نبقى سويا خارج المنزل لأوقات متأخرة وعندما كنت أرفض كان يختلق المشاكل. واضافت ان كل هذه التصرفات وغيرها كانت تعتقد بان سببها هو تمسكه وحبه الشديد لها وان جميعها ستزول في حال زواجهما الا ان المفاجأة غير السارة التي اكتشفتها بعد زواجهما بشهر تقريبا كانت بظهور الكثير من التصرفات الغريبة والتي كانت تستغرب لها والتي تعبر عن حالة مرضية مزمنة. عدلان يرفع شعار الحب أعمى..لا يبصر إلا بعد الزواج أما عدلان .. فلقد رفع شعار (الحب أعمى) لا يبصر إلا بعد الزواج فبعد مرور الأيام الأولى بسلام لاحظت تغير حالة زوجته المزاجية وتصرفاته الغريبة والمحبطة وبعد أن ظل يعاني منها واجهها فأخبرته أنها مصابة بانفصام ذهني وإنها عليها أن تتعايش مع الوضع كما هو عليه وبعد أن زاد الوضع صعوبة لجأت إلى الطلاق. حرمه الدين الإسلامي أشد تحريم وبالرغم من أن الإسلام والشريعة حرما الغش وذلك بنص الحديث الشريف: "من غشنا فليس منا، لأن الغش والخداع بين المسلمين عموما محرمان، حيث في الزواج يكون أشد تحريما، لأنه يتعلق بأكبر وأمتن علاقة، وهي العلاقة الزوجية التي قامت على عقد وثقه الشرع الكريم، وباركه، وجعل له أحكاما، فتكون هذه العلاقة مهددة بالتدمير عند انكشاف الغش، إضافة إلى ما يترتب عليه من آثار نفسية ومعنوية تلقي بظلالها على الزوجين، وأكد رجال الدين أن الغش في الزواج يعد من أحرم المحرمات، لذا ينبغي أن يحرص كلأهما على أن يكون أمينا وصريحا في إجاباته عن تساؤلات الطرف الآخر، وقال: "إن كان ثمة عيب خفي في أحدهم _خاصة العيوب المنفرة والمشتهرة بالعرف فلابد من ذكرها حتى تكون الأمور على بينة، فإن رغب بها أو رغبت به مع العيب فذاك شأنهما". الشفافية مطلوبة فيما قال الباحث الإجتماعي قادة مسعودي أن اكتشافات ما بعد الزواج شيء بديهي وطبيعي لذلك الشفافية الكاملة في فترة الخطوبة وعدم تزييف الحقيقة ومعرفة العيوب وتفهمها مطلوبهة كونها تساعد على حياة سعيدة مستقرة بلا مفاجآت، حيث ان اكتشاف مرض أو خطب ما بعد الزواج يودي بالعلاقة إلى شفير الهاوية.