قوبلت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتلفزيون الإسرائيلي والتي قال فيها إنه لا يملك حق العودة إلى مسقط رأسه داخل حدود إسرائيل بانتقادات من قوى فلسطينية عدة. فقد اعتبرها إسماعيل هنية -رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة- مساسا بحق ستة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة. بينما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنها لا تعبر عن الثوابت الفلسطينية. من ناحيتها قالت حركة الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين إن اندلاع أي انتفاضة فلسطينية لا يحتاج لإذن من أحد.فقد وصف رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية تصريحات عباس بأنها خطيرة، وتحرم ملايين الفلسطينيين من حق العودة لمدنهم وقراهم التي أجبروا على تركها بالقوة، وأكد أنه "ليس من حق أي شخص كائنا من كان، أن يتنازل عن حق الفلسطينيين بالعودة لوطنهم."من جانبه قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن اقتصار فلسطين على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عند البعض ينم عن جهل كبير لحقيقة وطبيعة الصراع في فلسطين، مؤكدا تمسك حركته "بكل ذرة تراب في فلسطين التاريخية".وأضاف شهاب "بالنسبة لنا يافا وصفد وحيفا وعكا والمجدل وباقي المدن الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1948، نطالب بها قبل قطاع غزة والضفة"، وشدد على أنه "لا أحد يستطيع أن يسقط هذا الحق، ولا أحد يستطيع أن يسقط حق العودة، وأن من يتحدثون غير ذلك إنما يريدون إسقاط هذا الحق، ولكننا لن نسمح لهم بذلك".كما استنكرت عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" خالدة جرار تصريحات عباس، معتبرة أن هذا الموقف لا يعبر عن طموحات وثوابت الشعب الفلسطيني.واستهجنت تصريحات عباس التي أكد فيها أنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة، مشددة على أنه لا أحد يستطيع كبح جماح غضب الفلسطينيين، واندلاع انتفاضة جديدة، طالما أن الاحتلال موجود ومستمر في عدوانه وسياساته.وأضافت جرار "المقاومة بكافة أشكالها كانت ولا زالت هي وسيلة الشعب الفلسطيني في صراعه المرير ضد الاحتلال من أجل نيل حقوقه واستقلاله".كما انتقدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة تصريحات عباس بشأن الانتفاضة، مؤكدة أن اندلاع أي انتفاضة يأتي لنداء الوطن والمقدسات، ولا يحتاج لإذن من أحد.وشددت على أن فلسطين "من بحرها إلى نهرها" الوطن الفعلي لشعبنا الفلسطيني ومن حقه العودة إلى أرضه التي هجر منها غصباً بقوة الإرهاب الإسرائيلية، وأضافت "حق العودة لا يسقط بالتقادم ولا بالتفاوض، فأرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز التفريط أو التنازل عن شبر واحد منها".