تناشد أزيد من خمسين عائلة قاطنة بدوار الحواوة ببطيوة شرق وهران السلطات المحلية بضرورة تدخلها العاجل، للتخفيف من معاناة الأطفال المتمدرسين الذين يقطعون مسافات طويلة سيرا على الأقدام لبلوغ مؤسساتهم التربوية الابتدائية والمتوسطة. فبسبب أزمة النقل الحادة وغياب النقل المدرسي يقاسم أولياء التلاميذ أبناءهم المعاناة القاسية التي بإمكانها أن تؤثر بالسلب على مردودهم العلمي. فقد أصبح التلاميذ الملتحقين بمقاعد الدراسة بالطور الابتدائي والمتوسطي يقطعون مسافة خمسة كيلومترات سيرا على الأقدام ذهابا وإيابا وكله بسبب غياب النقل المدرسي. وهو مشكل آخر يصعب بلوغ الشريحتين المتمدرستين إلى مرادهما بالنجاح والمضي قدما نحو المستقبل، مشكل يعقد وضعية التلاميذ خاصة موسم الشتاء المعروف بالأمطار الغزيرة والبرودة القاسية، ما يؤزم الوضع أكثر هو إمكانية تعرض المتمدرسين لحوادث المرور الجسيمة أو حوادث السقوط والوفاة خنقا أو غرقا بالحفر التي تملئها الأمطار المتساقطة.فالوضع مزري بل وكارثي وأمام انعدام النقل المدرسي يضطر أولياء التلاميذ من إبقاء فلذات أكبادهم بالمنازل تجنبا لهذا النوع من الحوادث الذي من شأنه أن يودي بحياة أطفال أبرياء. فصعوبة تنقل التلاميذ من وإلى المؤسسات التربوية بدوار الحواوة يترتب عنها غياب التلاميذ عن مقاعد الدراسة وضياع الحصص الدراسية، كما نجد بهذه البقعة المهمشة والتي سيمحوها غبار النسيان أنه ثمة مجموعة من التلاميذ انقطعوا عن الدراسة ونذكر على وجه الخصوص فئة الإناث ومكثن بالمنزل، وذلك بسبب خشية أولياء أمرهن عليهن من وقوعهن بمصيدة الجناة وقطاع الطرق الذين يلحقون الأذى بهن كالاغتصاب مثلا أو الخطف. ورغم التنديدات المتكررة لسكان قرية الحواوة بضرورة توفير النقل المدرسي من طرف السلطات المحلية، إلا أن المشكل لا يزال قائما بل وسوف يتفاقم وبالتالي يبقى المستقبل الدراسي لهذه الشريحة من المتمدرسين مهددا بالزوال.