احرز رجل الاعمال دونالد ترامب تقدما سريعا في عملية كسب المزيد من الدعم من الناخبين الجمهوريين في السباق الانتخابي الرئاسي وسط وصول الخلافات في الحزب الديمقراطي بين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز إلى مستويات قياسية. وأظهر استطلاع لشبكة «ان بي سي» وسيرفي مونكي ان ترامب وكلينتون قد حصلا على نفس الدعم داخل احزابهم كما أكد الاستطلاع ان الامال بين الديمقراطيين بتحقيق فوز سهل على ترامب قد تكون في غير محلها، وانتهت، ايضا، التقديرات السابقة التقليدية بفوز كلينتون حيث تقلص الفارق التقديري بين الأصوات إلى 48 في المئة لصالح كلينتون و45 في المئة لترامب. ووفقا للمعطيات الحالية في السباق الانتخابي فقد تفوق ترامب من جانبه على أرقام المرشح السابق ميت رامني الذى حصل على دعم 84 في المئة من دعم الحزب الجمهوري ولكن من المبكر جدا الاتكاء على أرقام الاقتراع في هذه المرحلة من دورة الانتخابات قبل الحصول على نتائج الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني. وحافظ رامني وافراد عائلة بوش والعديد من القياديين الجمهوريين على مسافة بعيدة عن ترامب ولكن قطب العقارات لم يتاثر، في الواقع، من هذا الجفاء بل تمكن من تحقيق نجاحات سريعة في توحيد اصوات الحزب الجمهوري لدعمه مما يعنى حاجة كلينتون إلى اذكاء شعلة الحماس بين القاعدة الحزبية الديمقراطية إذا اصبحت المرشحة الرسمية للحزب. وقد تزايدت حدة العداء بين معسكري كلينتون وساندرز وسط تبادل اتهامات عنيفة وفوضى في مؤتمر الحزب الديمقراطي في ولاية نيفادا قبل ايام، وبرزت خلافات بين ساندرز والسناتور البارز هاري ريد، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، إذ قال ساندرز ردا على سوء سلوك أنصاره ان الاتهامات محض هراء وان الحزب يحتاج إلى احتضان الناس الذين لديهم استعداد للكفاح من اجل التغيير الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي وعدم الحفاظ على بنية الوضع الراهن الذى لا يزال يعتمد على التبرعات المالية الكبيرة. وسادت مشاعر القلق على الفور بين قادة الحزب الديمقراطي بعد اتهامات تقول ان كلينتون هي في الواقع جزء من «الوضع الراهن» ناهيك عن اتهامات أخرى تطال ساندرز وهذا يعنى كما يقول الخبراء ضياع فرص الحزب في تحقيق تقدم في الانتخابات الرئاسية لأن كل تغريدة أو تعليق ضد قادة الحزب وعدم التركيز على مرشح الحزب الجمهوري سيضر بشكل خطير في فرص الانتخابات العامة. وقد تميز أداء كلينتون بنفوذ واسع خلال الانتخابات التمهيدية وخاصة بين الناخبين من أصول افريقية بينما تفوق ساندرز بين الشباب ولكن الخريطة الانتخابية اصبحت غير مريحة لهم بعد تزايد شعبية ترامب.