دعا الخبير في علم النفس الدكتور حبيب تيليوين أول أمس بالجزائر العاصمة إلى اعتماد المؤشرات النفسية والإجتماعية كمكملات للمؤشرات الإقتصادية في قياس جودة الحياة بالجزائر. وأوضح الدكتور تيليوين (جامعة وهران) في محاضرة بعنوان "جودة الحياة والصراعات النفسية "خلال الملتقى الأول حول "واقع وطرق الإرشاد في تسيير الصراعات النفسية في الجزائر "أن مؤشر الدخل الخام كمؤشر للنمو الإقتصادي في الجزائر غير كافي "داعيا إلى اعتماد "مؤشر الدخل الخام من السعادة " كمؤشر نفسي ومكمل للمؤشرات الإقتصادية. وجاء هذا الإقتراح نتيجة للدراسة التي يشرف عليها الدكتور تيليوين - والتي يجريها مخبر العمليات التربوية و السياق الإجتماعي بجامعة وهران منذ سنة 2003 في تتبعه لتطور التقديرات الشخصية لجودة الحياة بمختلف مظاهرها لدى عينات واسعة من الجزائريين (حوالي 000 16 شخص) في فترات متساوية (كل 18 شهرا) والتي تفيد أن المؤشرات الإقتصادية بالجزائر "ممتازة". وأردفت نفس الدراسة إلى أنه من منظور "جودة الحياة" فما يزال أمام الجزائر شوط كبير لتحقيق نسبة مقبولة،وذكرت الدراسة أن الجزائر في سنة 2005 احتلت المرتبة81 من بين 111 دولة في جودة الحياة والمرتبة 96 ما بين 187 دولة في مؤشر التنمية البشرية في نفس السنة. كما أشارت الدراسة إلى أن الزيادة في المؤشرات المادية غير كافية لقياس جودة الحياة مستدلة بوجود "نسبة مرتفعة من الإختلال العقلي والتهميش والإدمان والإنتحار". ومن بين المؤشرات النفسية التي استعملت في هذه الدراسة: مؤشر الرضا عن الحياة والإرتياح الشخصي (الرفاهة) و الإرتياح النفسي والسعادة . ولاحظت الدراسة أن مستوى الرضا عن العلاقات الشخصية يساهم في الرضا عن الحياة بشكل عام . ومن جهة أخرى سجلت نفس الدراسة أن نسبة الرضا لدى فئة الذكور اكبر من الفتيات مما يعني أن المرأة أكثر حساسية من الرجل فيما يتعلق بالعلاقات الإجتماعية، كما تمت ملاحظة أنه كلما انتقلنا من الشمال إلى الجنوب ارتفعت نسبة الرضا عن ظروف معيشتهم، وتناول الملتقى عدة محاضرات من بينها المحاضرة التي ألقاها الدكتور نصير بن حالة (جامعة الجزائر) بعنوان "التصورات الذهنية لدى الإناث "ومحاضرة أخرى بعنوان "أساليب المعاملة الوالدية و علاقاتها بالصراع النفسي الإجتماعي لدى المراهقين" ألقتها الأستاذة سامية ابريعم ( جامعة أم البواقي) ومحاضرة حول "الشاب الجزائري في مواجهة الصراعات لبناء هويته" للدكتورة ليلة صديقي(جامعة الجزائر2). للإشارة سيتوج هذا الملتقى الذي ستختتم فعالياته يوم الثلاثاء بتحديد استراتيجية عامة وتوصيات لتفعيل الإرشاد النفسي والإجتماعي تدون في كتاب.