روبورتاج : رتيبة عبديش ها هي اليوم سنة 2016 تختم حلقتها الأخيرة و تغلق صفحتها بدخول عام جديد ، سنة مرت فقدت الجزائر خلالها العديد من الشخصيات و الأسماء التي رصمت و رسخت بصمتها في المشهد الثقافي ، الإعلامي ، الرياضي و حتى الدبلوماسي . الساحة الإعلامية فاجعة وراء فاجعة.. فقدت الساحة الإعلامية العديد من وجوهها البارزة أبرزها وفاة الأديب والإعلامي والمفكّر، الطاهر بن عيشة، عن عمر ناهز 91 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، مخلدا ورائه رصيدا إبداعيا ضخما على أكثر من صعيد. في 23 نوفمبر الماضي فقدت الجزائر هامة أخرى من هامات الإعلام المخضرمة ، بشير حمادي، الذي وافته المنية ، بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، عن عمر ناهز ال65 سنة، إثر أزمة قلبية أصابته. حيث تمكّن بشير حمادي على مدار مساره الإعلامي المليئ بالإنجازات يخطف مكانا هاما ومتميزا، بسبب ثقافته الواسعة وإتقانه للغتين العربية والفرنسية. العيد بسي المدير السابق لوكالة الأنباء الجزائرية ، هو الآخر وافاه أجله عن عمر ناهز 72 سنة بعد مرض عضال ألزمه الفراش عدة أشهر. انتقل إلى رحمة الله، أيضا مدير ومؤسس وكالة "نيو برس"، وهاب هابت، عن عمر يناهز 55 عاما، بعد تعرضه لأزمة قلبية بقر سكناه بفندق المنار سيدي فرج، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى زرالدة. يعتبر من بين أبرز وأفضل المصورين الصحافيين في الجزائر ، حيث عمل في يومية لوماتان الناطقة بالفرنسية ومراسلا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية من الجزائر، قبل أن يؤسس رفقة رفيق دربه المرحوم نبيل بلغول "نيو براس"، وهي الوكالة، التي أعطت بعدا احترافيا للعمل الصحافي في الجزائر . انتقل أيضا إلى رحمة الله، مدير جريدة المغرب الأوسط، محمد الصالح بن حمودة، إثر ارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم ، بمستشفى الرويبة ، ليلتحق لربه الكاتب الصحفي قاضي بومضول والذي يشغل منصب رئيس تحرير في قناة الشروق نيوز . توفي في ختام هاته السنة المدون الجزائري الذي يحمل الجنسية البريطانية محمد تامالت بعد غيبوبة دامت ثلاثة أشهر إثر إضراب عن الطعام بدأه منذ اعتقاله في جوان 2016. وكان القضاء الجزائري قد أصدر حكما بالسجن عامين على تامالت بتهمة "الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف" و"إهانة هيئة نظامية". الموت يخطف أبرز الأعلام الثقافية الجزائرية محمد الطاهر فرقاني عميد أغنية المالوف توفي عن عمر ناهز 88 عاما بأحد مستشفيات باريس، بعد صراع طويل مع المرض من مواليد ماي 1928 بقسنطينة ينحدر من أسرة فنانين، حيث كان والده الشيخ حمو مطربا معروفا وملحنا وعازفا في طبع الحوزي، وبدأ محمد الطاهر بامتهان الطرز الذي كان فنا شائعا في مسقط رأسه قسنطينة، قبل أن يقتفى خطوات أبيه بداية من سن الثامنة عشر ليهب حياته للموسيقى. توفي ايضا مطرب الأغنية الأمازيغية، لوناس خلوي، عن عمر يناهز 66 سنة بالمركز الاستشفائي الجامعي نذير محمد بتيزي وزو. كما غيب يب الموت الفنان والموسيقار، إبراهيم بلجرب عن عمر ناهز 69، إثر سكتة قلبية. الكاتب والشاعر والجامعي حميد ناصر خوجة، هو الآخر توفي يوم 16 سبتمبر الماضي، عن عمر يناهز 63 سنة بعد مرض عضال. لتأتي فاجعة السنة بوفاة عميد الأغنية الشعبي اعمر الزاهي، عن عمر ناهز 75 عاما، بمنزله بالجزائر العاصمة. حيث عرف الفنان ببساطته وتواضعه وبإحيائه لحفلات عائلية على مر أكثر من خمسين عاما من مساره الفني.وكان آخر ظهور له على الساحة الفنية في 1987 حين أحيا حفلا بقاعة ابن خلدون بالجزائر العاصمة . غيب الموت في 25 نوفمبر الماضي الممثل والمخرج المسرحي، حميد رماس، بعد صراع طويل مع مرض عضال. ليلتحق به زميله الإعلامي والناشط المسرحي فتح النور بن براهيم بعد صراع طويل مع المرض توفي ، بمستشفى خروبة بمدينة بمستغانم، تاركا صدمة في الوسط الفني والمسرحي على وجه الخصوص. حادث مرور مروع بين بلديتي القرارة وزلفانة بولاية غرداية سرق الحياة من الممثل والفكاهي، أحمد بن بوزيد المعروف باسم "الشيخ عطا الله"، يوم 2 نوفمبر الماضي و يعتبر الفقيد إحدى الأسماء الفنية الجزائرية البارزة في عالم الفكاهة وقد اشتغل سابقا كمنشط ثقافي بالقناة الثالثة للإذاعة الجزائرية قبل أن ينتقل إلى الفكاهة. بوعلام بسايح أبرز الغائبين السياسيين في الساحة السياسية توفي الدكتور بوعلام بسايح، يوم 28 جويلية الماضي، عن عمر ناهز 86 سنة. وولد بوعلام بسايح عام 1930 في ولاية البيض، وهو سياسي وكاتب، وكان عضواً بالأمانة العامة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1959 إلى 1962. وشغل بسايح منصب سفير بعدة عواصم ، وهي برن والفاتيكان والقاهرة والكويت والرباط، قبل أن يصبح الأمين العام لوزارة الخارجية في 1971. غدرنا أيضا محمد الميلي براهيمي الدبلوماسي والكاتب، ، يوم 8 ديسمبر، للقاء ربه، عن عمر ناهز 87 سنة بعد صراع طويل مع المرض. وفي مشوار المجاهد المرحوم العديد من الإسهامات في المجال الفكري والتربوي والإعلامي والعمل الدبلوماسي، حيث انخرط بعد تخرجه مباشرة في الخمسينات بشهادة اللسانس في التاريخ والجغرافيا في جمعية "شباب العلماء المسلمين" ودرس اللغة العربية في معهد ابن باديس قسنطينة . رياضيوا الجزائر في ذمة الله توفي أيضا رياضي الرباع الدولي الجزائري الشاب حسين فرج الله (23 سنة) في حادث سير مروع وقع بغليزان مما أسفرعن وفاة فرج الله بعين المكان . وافت المنية العداء الجزائري والبطل البارالمبي والعالمي السابق, محمد علاق, عن عمر يناهز 42 سنة, بعد معاناته من المرض تاركا وراءه سجلا حافلا بالألقاب وطنيا ودوليا. توفي أيضا الحارس الدولي السابق لمولودية الجزائر واتحاد الجزائر عبد القادر غالم المعروف باسم "زرقة" عن عمر ناهز 78 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. أيضا غادر الساحة الكروية ، الحكم الدولي السابق لكرة القدم عبد القادر عويسي عن عمر يناهز 86 سنة، بعد مرض عضال. فضلا عن فقد فريق بالكامل في كارثة رياضية تعتبر الأسوأ منذ عقود بعدما انفجرت الطائرة بفريق تشابونيسكي البرازيلي الذي لم ينجو منه إلا ثلاث لاعبين فقط. قد يكون عام 2016 من أكثر الأعوام التي شهدت رحيل عدد كبير من من بصموا بلمستهم في الجزائر إذ شهدنا تقريبا خلال كل شهر رحيل أحد الأسماء تاركين وراءهم تاريخا فنيا رياضيا إعلاميا سياسيا طويلا فرحمة الله على من رحل عنا .