جاءت زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند كمحك حقيقي مبدئي لقياس مدى جاهزية المير الجديد الذي جلس لتوّه على رأس بلدية الجزائر الوسطى التي يعتبرها العامة عاصمة للعاصمة لما تحتضنه من مقرات تعتبر شريان الحياة السياسية و الاقتصادية للعاصمة و للجزائر برمتها. ال"مير" الجديد لبلدية الجزائر الوسطى حكيم بطاش جديد من حيث كونه اليوم الرجل الأول بالبلدية لكنه ليسا وافدا جديدا عليها لا من حيث كونه منتخبا باعتبار هذه ثالث عهدة انتخابية له، و لا من حيث كونه أحد أعمدة النشاط الجمعوي الاجتماعي. لأنه كان يترأس قبل ذلك بكثير جمعية حي تعنى بالنشاط الاجتماعي و البيئي و قد كان لنا معه جلسة مقتضبة عرّج فيها على كثير من الملفات المهمة المطروحة على مكتبه و جدول أعماله، و التي كان على دراية بأدق تفاصيلها حتى قبل وصوله إلى تبوء منصب رئيس بلدية الجزائر الوسطى. يقول محدثنا أنه و بخلاف كل المترشحين اعتمد طريقة تعبوية شعبية كانت مطيته للفوز في الانتخاب مستمرا فيما اعتبرها "الشعبية" المنقطعة النظير التي اكتسبها من خلال تلاحمه بالمواطنين و بالدرجة الأولى سكان حي الشريف دباح الشعبي. و أضاف أنه لم يعد المنتخبين بأكثر من شيء واحد هو تنظيف أحياء و واجهات الجزائر الوسطى على الرغم من أنها – يقول – أنظف بكثير من غيرها من بلديات العاصمة. يعود محدثنا للحديث عن ذلك الارتباط الوثيق بينه وبين المواطنين البسطاء مميطا اللثام عن الكثير من علامات التعجب و الاستفهام التي اكتنفت مشاهد احتفالية السكان يوم إعلانه "ميرا" لبلدية الجزائر الوسطى فيقول أنه ظل على مدار عهدتين ماضيتين بالبلدية يلعب دور وسيط محوري بين مصالح البلدية و السكان، لا سيما في العهدة الماضية التي كان ينوب فيها عن المير السابق الطيب زيتوني. و تعهد أن يعمل مستقبلا على الحفاظ على استمرارية نسق تسيير الشؤون العامة بطريقة يقول عنها إبداعية تستند إلى قانون البلدية و تشرك كافة الحساسيات المجتمعية في التشاور و التفعيل بهدف النهوض بحالة البلدية و معالجة انشغالات السكان، و التي تأتي في مقامها الأول أزمة السكان و قد أطلقت بلدية الجزائر الوسطى – يقول محدثنا حكيم بطاش- مبادرة رائدة أتت أكلها سلفا و هي شراء أراض خارج الولاية و بنائها لتخفيف أزمة السكن. حيث تم إعادة إسكان الكثير من العائلات ببلدية مفتاح التابعة اقليميا للبليدة و في غيرها من البلديات، فيما تكفلت البلدية بتغطية نفقات هذه المشاريع كلية من ميزانيتها الخاصة بحكم ما اعتبره تسيير راشد لمداخلها و صرف للمال العام في أبوابه المستحقة لتحقيق المصلحة العامة ذات الأولوية القصوى. و اختتم "مير" الجزائر الوسطى لقاءنا به بما اعتبره وعود مبدئية حيال جملة مشاريع تنموية بالبلدية تراوحت نسبة انجاز أشغالها ما بين 50% إلى 80% قال عنها أنه سيفرغ منها في أجل لا يتعدى 3 أشهر على أقصى تقدير لصب اهتمامه بعد ذلك إلى الخدمات العمومية و في المقام الأول منها المقاهي التي قال بشأنها أنها ستشهد إجراءات تحديث أهمها إلزام أصحابها بتوفير خدمة ال"ويفي" لتمكين الزبائن من دخول العالم الافتراضي و هم على مقاعد المقاهي. و يكون ذلك الالتزام من خلال دفتر شروط جديد لضبط العملية. و ختم بأنه يراهن كثيرا في تحقيق المصلحة الشعبية العامة على زملائه المنتخبين بالتكاثف و ترك إفرازات الانتخابات و حزازات حملتها جانبا و ذلك بتشكيل مجلس تنفيذي فسيفسائي لا يقصى منه أحد بغض النظر عن انتمائه الحزبي.