نظم نهاية الاسبوع الماضي، سكان البلديات الشرقية لولاية بجاية مع موعد إحياء إحدى العادات العريقة بهذه المنطقة ، الداعية إلى غرس روح التضامن و التآزر بين السكان الذين قدموا من مختلف المناطق الشرقية للولاية نذكر منها " أيت أدريس، سوق الاثنين، تادرقونت، لوطا، أوقاس، درقينة" و التلاقي بمقام الولي الصالح "سيدي يوسف" بدرقينة لإحياء "وعدة " الأجداد قبل الشروع في حملة جني الزيتون أين تذبح الأضحى ليتم اقتسام لحمها بين المواطنين الحاضرين أملا في الحصول على غلة وفيرة في كل موسم جديد ،خصوصا و آن هذه الثروة فقدت كثير منها جراء السنة الحرائق التي اجتلت المنطقة في فصل الصيف ،و رغم ذلك يعد الإنتاج وفيرا بالمناطق التي نجت من الحرائق. هذا ويبقى هدف تنظيم لما يعرف ب"الوعدة" هذه العادة التي توارثوها أبا عن جد ولا زال سكانها يحافظون عليها إلى غاية اليوم،التي تعتبر عادة حميدة لتجمع شمل الأهل و أبناء القرى فيما بينها،خاصة في حملات الزرع، كدرء للخطر وجلب للفال الحسن خاصة في المواسم الزراعية التي تمييزها عملية جني الزيتون والاعياد الدينية. وفي هذا الإطار فان القاطنين بالمداشر والاحياء خاصة الميسورين منهم يعملون على جمع الاموال والتبرعات من اجل شراء ثور او مجموعة من الاغنام بحسب قاطني القرية وحتى السكان الذين انتقلوا منها الا انهم يقومون بتسجيل انفسهم في قوائم المستفدين ليقوموا بعد ذلك بنحر هذه الاغنام وتوزيع لحمها باقسام متساوية بين جميع الفقراء والمعوزين وكذا سكان الاحياء والقرى والمداشر في جو من البهجة والفرحة التي ترتسم على وجوه كل الحاضرين. كما ترافق هذه العملية عادات اخرى جميلة تتمثل في اقتناء ملابس جديدة للاطفال خاصة منها التقليدية، نذكر على سبيل المثال الغندورة والبرنوس بالنسبة للاولاد والجبة القبائلية بالنسبة للبنات. وتعكف النساء في مثل هذه المناسبات على إعداد طبق خاص يميز المنطقة ويتماشى والمناسبة كالكسكسي بالطريقة القبائلية حيث يتم تحضيره بلحم الوزيعة ومختلف الخضار الموجودة مع اضافة زيت الزيتون الذي يعتبره الأهالي كدواء يبعد المصائب والاذى عن كافة الأفراد. وقد تلجا بعض العائلات الاخرى الى تحضير البغرير لاحتوائه على العسل قصد تحلية هذه المناسبة. والجدير بالذكر ان التحضير لعملية الوزيعة يبدا اياما قبيل عملية النحر حيث يعلن ائمة المساجد عن فتح ابواب التبرعات وبرمجة عملية تضامنية واسعة لجمع الاموال اللازمة وتثمينها بالقاء خطب ومحاضرات تعالج الكثير من القيم الإسلامية الحميدة على غرار التسامح في الاسلام والتعاون والتالف والتضامن بين المسلمين وصرف الاموال في الاعمال الخيرية التي تعود بالنفع والفائدة على المجتمع والهدف من اقامة الاجداد لها سعيا منهم لنقلها الى الاجيال المتعاقبة محاولين بذلك اذابة كل الفروق الاجتماعية بين الافراد وغرس روح التضامن والتازر بين جميع اهالي القرية. للاشارة هناك أنواع عديدة من الوزيعة فقد يوزع اللحم مجانا على الناس عندما يتبرع البعض بالحيوان او بمبالغ مالية لشرائها او قد يتفق سكان القرية على شراء الحيوانات قصد نحرها وفي هذه الحالة تدفع كل عائلة نصيبا من المال يتناسب مع عدد أسهم اللحم التي تريد ان تاخذها كل عائلة. وما يميز الوزيعة او كما تسمى تيمشراط هو الاستفادة جميع السكان من حصصهم من اللحم دون تمييزبين الغني والفقير،على امل اعادة احياء هذه العادة النبيلة من خلال تعميمها على باقي قرى واحياء الولاية.