تقام الوزيعة أو ما يسمى محليا »تيمشراط« سنويا عبر قرى ومداشر عاصمة الحماديين، بجاية، عند حلول كل مناسبة دينية، حيث تجسدت هذه العادة الحسنة مع حلول شهر رمضان، إذ يتم ذبح الخرفان والعجول بغرض إدخال الفرحة والبهجة على قلوب العائلات لاسيما الفقيرة منها. وتنطلق الوزيعة التي يعود تاريخها إلى سنوات خلت بجمع ما تيسر من المال لدى أفراد القرية قصد شراء الكباش التي يتم ذبحها بالمناسبة، على أن توزع لحومها على العائلات المسجلة لدى شيوخ القرى. ويشارك في إحياء هذه العادة المحسنون بفضل صدقاتهم وتبرعاتهم المالية، التي تستعمل لشراء العجول قصد نحرها أو التصدق بها. وما يميز سكان قرى ومداشر ولاية بجاية هو أن هذه العادة الحميدة تتكرر في كل مناسبة دينية، وهي مناسبات للمّ الشمل وتواصل أواصر القرابة وتوطيد العلاقات الاجتماعية التي نجدها تتقوى وتتمتّن، فترى الآباء يستضيفون بناتهم المتزوجات تبركا بهن وبأولادهن، كما تستقبل بعض العائلات ميسورة الحال المساكين والفقراء، وتحضّر لهم الأمور الضرورية من مستلزمات قضاء شهر رمضان معهم، وتبرز أيضا ملامح التسامح بين أفراد المجتمع فترى المتخاصمين يتصالحون، لأنّهم في قرارة أنفسهم يعتقدون أنّه من المعيب والمشين أن يبقى الإنسان على عداوة أو شجار مع أخيه، وهو يؤدي ركنا من أركان الإسلام، فترى الشباب، بل وحتى الكهول، متعاونون في الأعمال الخيرية والتطوعية، كتنظيف ودهن و »تبييض« المساجد وترميمها، واقتناء سجّادات جديدة للمساجد في هذا الشهر الكريم، كما يتم تزيين القبب والمنابر بالأضواء البهيّة لتخلق أجواء روحانية خلال صلاة التراويح.