رغم انعدام أدنى شروط الراحة في فندق ''لوسونتر'' (مقر إقامة شبيبة القبائل ذات الثلاث نجوم فقط)، إلا أن تشكيلة المدرب السويسري، ألان غيغر، تعاملت مع الواقع باحترافية كبيرة، والأكثر من هذا رفعت التحدي وبدت عازمة على قول كلمتها غدا أمام فريق تي بي مازيمبي، برسم لقاء ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا. أهمية المباراة ووزنها على الساحة الكروية الإفريقية، جعلت العناصر القبائلية تتحدى كل الصعاب، فرفاق المهاجم يحيى شريف لا يخرجون إطلاقا من الفندق الذي يقيمون فيه والواقع بوسط المدينة، باستثناء تنقلهم إلى الملعب الرئيسي لخوض الحصص التدريبية. ويحاول اللاعبون فيما بينهم إزاحة الملل بالالتقاء بعد تناولهم وجبة فطور الصباح، على الساعة العاشرة صباحا، حيث يتجاذبون أطراف الحديث إلى غاية منتصف النهار وسط أجواء مرحة يصنعها المدلل يحيى شريف قائد ''الأوركيسترا''. غياب وسائل الاسترجاع في الفندق كالمسبح مثلا أو قاعة للتسلية، دفع العديد من اللاعبين إلى البقاء لساعات وهم يلعبون ألعاب الفيديو، في حين يفضل البعض الآخر مشاهدة الأفلام للترفيه عن النفس. تركيز شديد وثقة في النفس النقطة الإيجابية التي أشاد بها المدرب السويسري، ألان غيغر، أول أمس، خلال الندوة الصحفية التي عقدها، هو التركيز الشديد الذي لاحظه على لاعبيه، مثلما أكده لنا عضو المكتب المسير للفريق، سيد علي، الذي قال: ''الحمد لله.. العناصر القبائلية تحدوها إرادة كبيرة لتشريف الكرة الجزائرية غدا، حيث لا يفكرون إلا في تحقيق نتيجة إيجابية تسمح لهم بلعب مقابلة العودة بارتياح''. أما النقطة السلبية الوحيدة فتتعلق بالأكل، حيث يعاني كثيرا رفاق عودية، باعتبار أن العديد من اللاعبين لم يتمكنوا من تناول الوجبات المقدمة في المطعم، فأصبحوا يكتفون بتناول الجبن والأرز وكذا علب الأسماك المجمدة، وهو ما يعرضهم للإصابة، لاسيما وأنهم بحاجة إلى وجبات ''للمقاومة'' لأن المباراة تلعب في ميدان مرتفع عن سطح البحر بأكثر من 1350 متر.