شرعت مصالح الأمن، أمس، في حملة توقيفات شملت عناصر من الشبكة الدولية المختصة في تهريب وتزوير الدينار المحلي والعملة الصعبة، تمكنت لحد الآن من توقيف عنصرين تتراوح أعمارهما بين 30 و38 سنة داخل مقهى يقع ببلدية برحال، وبحوزتهما حوالي 30 مليون سنتيم من العملة الصعبة والدينار المزور من فئة 1000 دينار. وحسب المصادر التي أوردت الخبر، فإن توقيف هذين العنصرين تم إثر حصول مصالح الأمن منذ فترة على معلومات تفيد بتردد دوري لمجموعة من الأشخاص الغرباء على المقهى المتواجد عند المدخل الشمالي لبلدية برحال باتجاه ولاية قسنطينة، ومن بينهم شخص يحمل ملامح رجل أجنبي من جنسية أوروبية كان يتردد دوريا على المقهى، ويلتقي أحد الموقوفين قبل أن يأخذه معه على متن سيارة فخمة نحو وجهة مجهولة. وذكرت المصادر ذاتها، بأن هذه المعلومات دفعت بمصالح الأمن إلى وضع فرقة مختصة من أجل ترصد تحركات هؤلاء المشتبه فيهم، إلى حين تمكنها من توقيف هذين العنصرين اللذين قدما إلى مصالح الأمن، التي وسعت فترة الحجز تحت النظر بأمر من نيابة الجمهورية، معلومات حول نشاطهما وعلاقتهما بأشخاص آخرين تجري التحريات للقبض عليهم لاحقا. وأظهرت الاعترافات الأولية للموقوفين، حسب مصادرنا، أن مصدر دخول هذه الكميات المعتبرة من الدينار المزور من فئة 1000 دينار، الذي عثر عليه بحوزة الموقوفين أثناء تفتيشهما، كان عن طريق وسطاء محليين ينشطون ضمن شبكات دولية مختصة في تزوير وتهريب العملة الصعبة والمحلية من الصين نحو الجزائر باستغلال بعض المسالك الحدودية غير المحروسة لتمرير الدينار المزور. وتأتي هذه التوقيفات بأمر من نيابة الجمهورية، التي أعطت أوامر لمختلف أجهزة الأمن للتنسيق فيما بينها من أجل تفكيك خيوط هذه الشبكة الدولية، مع إعطاء توجيهات إلى البنوك من أجل تكثيف إجراءات الرقابة على الأموال المودعة من طرف الزبائن، وبخصوص الأشخاص المشتبه في إيداعهم لأموال باهظة من الأوراق النقدية المزورة من فئة 1000 دينار، التي استطاعوا تمريرها على الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في البنوك، والمزودة بنظام تشخيص الأوراق النقدية عن طريق الأشعة ما فوق البنفسجية. وأشارت مصادر ''الخبر'' إلى أن سقوط الرؤوس الأولى لهذه الشبكة التي لها امتداد نشاط على مستوى عدة ولايات شرقية وحدودية، على غرار أم البواقي، باتنةسوق أهراس، وتبسة والطارف وكذا عنابة، سيمكن عناصر الأمن من تقليص حجم التدفق والترويج للعملة المحلية المزورة من طرف عناصر هذه الشبكة، بدليل التوقيفات والعثور الدوري لمصالح الأمن بمختلف أسلاكها بعدة ولايات بالوطن على كميات معتبرة من العملة المحلية المزورة.