احتضنت غرفة التجارة والصناعة لوهران، أمس، أول يوم تكويني حول ''تعاون استراتيجي بين الجامعة والمؤسسة'' في إطار مشروع ''طومبيس ميدي نوال''؛ الشراكة المتوسطية من أجل الإبداع، بتمويل أوروبي بقيمة مليون أورو، بحضور جامعيين من مصر وتونس والمغرب ومن جامعات إسبانية ومن فرنسا. مع تكفل المدرسة العليا للتعليم التكنولوجي بمهمة التنسيق بالنظر لخبرتها. يعتبر اختيار المدرسة العليا للتعليم التكنولوجي لوهران من بين كل الجامعات الأجنبية الأخرى، من طرف الاتحاد الأوروبي، كمنسقة لمشروع ''ميدينوال''، بمثابة اعتراف صريح بقدرات إطارات هذه المؤسسة وخبرتها في مجال الإبداع ومع الفضاء الصناعي والمؤسسي، بدليل المشاريع العديدة التي جسدتها مع مؤسسات محلية. أكد الدكتور بن عبد الله، المنسق الوطني للمشروع، بأن الاتحاد الأوروبي وافق على تمويل 10 مشاريع من بينها خمسة اقترحتها المدرسة العليا للتعليم التكنولوجي وبمشاركة جامعتي مستغانم وسعيدة. يرمي هذا المشروع الذي يضم، إضافة للبلدان المذكورة، جامعات ألمانية وأسكتلندية ويمتد لثلاث سنوات، إلى استحداث مراكز امتياز لنقل التكنولوجيا. كشف المتحدث، في إطار مساعدات الاتحاد الأوروبي، عن اقتناء المدرسة العليا للتعليم التكنولوجي عبر قسم الميكانيك، لأول مرة في الجزائر، آلة سريعة مختصة في صنع قطع الغيار وكل أنواع نماذج القوالب انطلاقا من رسم أو مخطط على نظام برمجة يعمل بتقنية ثلاثة أبعاد. تسمح هذه الآلة التي كلفت 50 ألف أورو، بإنتاج كل قطع الغيار والقوالب التي تحتاج إليها المؤسسات الصناعية في وقت قصير، خاصة بعد التشريعات القانونية الجديدة التي حولت التعاون بين الجامعة والمؤسسة إلى حقيقة ملموسة. ويندرج اختيار غرفة التجارة والصناعة لوهران لفتح خلية لهذا المشروع، في إطار سياسة تقريب الجامعة من المتعاملين الاقتصاديين المنخرطين في الغرفة، والاستماع لمشاغلهم، ومحاولة إيجاد حلول لها في المخابر الجامعية. وأوضح الأستاذ بن عمر، نائب مدير مكلف بدراسات ما بعد التدرج، أن المشروع يهدف إلى إضفاء طابع مؤسساتي رسمي على الشراكة بين الجامعة والمؤسسة ومرافقة الإبداع، عوض الاكتفاء بالمبادرات الفردية التي كانت سارية لحد الساعة. وأكد المتحدث جاهزية المدرسة لمباشرة شراكة فعلية وملموسة مع المؤسسات الاقتصادية، بعد الجهد المبذول لتكوين 10 أساتذة في الخارج، تكللت باستحداث مشروعي ماجستير في الإبداع الصناعي وآخر بعنوان تسيير التكنولوجيا والإبداع، بالإضافة إلى موافقة الوصاية على تشكيل مخبر للإبداع والأنظمة والمنتجات الصناعية يتكون من 25 باحثا. تجدر الإشارة أن الدورة التكوينية تمتد لأربعة أيام، تتضمن عدة محاضرات وزيارات لجامعة مستغانم، مع خرجات للاطلاع على بعض النماذج الناجحة للتعاون بين الجامعة والمؤسسة الاقتصادية، تتخللها جولة سياحية للمعالم الأثرية لولاية وهران.