صنّف خبراء دوليون مختصون في الكوارث الطبيعية، الجزائر ضمن أضعف دول البحر الأبيض المتوسط في مجال تسيير الكوارث الطبيعية، رغم كونها من البلدان الأكثر عرضة للمخاطر الكبرى. جاء تصنيف هؤلاء الخبراء خلال الندوة الجهوية الخاصة بتسيير الكوارث في منطقة البحر الأبيض المتوسط المنعقدة الأسبوع الفارط في العاصمة البريطانية لندن، حيث عرض المشاركون في الندوة مختلف تجارب دول المنطقة في مجال تسيير المخاطر الكبرى والإجراءات المتخذة لمواجهة ذلك. وعن أسباب تصنيف الجزائر في ذيل الترتيب في مجال تسيير الكوارث في المنطقة ككل، أكد رئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم الذي كان ضمن الخبراء المشاركين في الندوة، في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' أمس، أن الخبراء عرضوا المخاطر الكبرى التي تهدد دول المنطقة، ومن بينها الجزائر التي صنفت من أكثر الدول عرضة لتك المخاطر لأنها معنية مباشرة ب11 خطرا من الأخطار ال14 التي صنّفتها هيئة الأممالمتحدة على أنها مخاطر كبرى. لكن رغم ذلك، كما يقول شلغوم، لا تملك الحكومة سياسة لتسيير تلك المخاطر في حال حدوث أي كارثة، سواء كانت طبيعية أو صناعية، عكس دول المنطقة الأخرى. ففي الوقت الذي وضعت فيه الحكومة البريطانية على سبيل المثال لا الحصر قضيتي الإرهاب والكوارث الطبيعية في درجة واحدة من الخطورة التي تهدد أمنها الوطني، فإن الجزائر لا تزال تستخف بتلك المخاطر، كما يقول. ودعا شلغوم السلطات المعنية إلى الإسراع في تنصيب هيئة لتسيير المخاطر الكبرى التي نصت عليها المادة 68 من قانون 2004، لأنه بدون تنصيب هذه الهيئة لا يمكن تطبيق أي قانون يصدر في هذا الشأن مستقبلا بما فيه قانون 2004 الذي لا يزال حبرا على ورق لعدم وجود هذه الهيئة، لأن تسيير الكوارث، كما يقول محدثنا، يجب أن يكون من صلاحيات هذه الهيئة لأنها وحدها القادرة على التسيير الجيد للكوارث شرط أن تضم خبراء ومختصين وممثلين عن كل القطاعات المعنية.