تساءل الفنان عبد الله بوزيدة في لقاء جمع رواد المسرح الإذاعي، لماذا لم تعوض صفوف الممثلين الراحلين بجيل المتخرجين الجدد، ما دامت المناصب المالية متوفرة. وبقي السؤال المطروح على محمد شلوش نائب المدير العام للإذاعة الوطنية المكلف بالاتصال والعلاقات العامة، معلقا وبدون إجابة وافية. أرجع بوزيدة أسباب تدهور حالة المسرح الإذاعي في السنوات الأخيرة إلى ''غياب إرادة صريحة تساند الإنتاج الدرامي الإذاعي، بل ثمة من يحارب فرقة التمثيل ويسعى لمحوها تماما''، مشيرا إلى تقلص عدد الممثلين المختصين في هذا النوع الدرامي على أمواج الأثير، حيث بلغ عددهم في 1986 حوالي 61 فنانا، واليوم هم لا يتجاوزون 15 ممثلا، أغلبهم من النساء ومن الجيل القديم، وهو المشكل الذي يؤرق أصحاب المهنة. وأضاف بوزيدة ''لم تعوض الإذاعة المتوفين أو المتقاعدين من الزملاء، علما بأن مناصبهم المالية تبقى موجودة، أنا لا أفهم لماذا لا نستقدم خريجي معهد برج الكيفان للتعاون معنا''. وفي نفس السياق استعمل جلال شندالي، بصفته صوتا إذاعيا له مشاركات في أعمال أثيرية، لغة غير رطبة تجاه الإدارة، حينما أكد أن الحديث عن الدراما الإذاعية بات في عداد الماضي، وأنه كان حلما جميلا أقيمت جنازته ولا يجب إطالة الأمل في رؤيته يعود. وهي اللهجة التي رفضها شلوش محمد، حين قال ''ثمة عوائق مالية لا يمكن إنكارها وهي التي تحول دون تجديد الطاقم الفني.. على عاتق الإذاعة أعباء ثقيلة لا تسمح لها باللجوء إلى خدمات خارجية''. من جهته قال محمد شنيوني، المشرف الفني على المسرح الإذاعي ''في أوروبا بلغت ساعات بث هذا النوع من الدراما إلى 100 ساعة، ونحن نقلص مدتها أكثر فأكثر، لأن هناك شعورا بالاحتقار تجاه هذا المسرح، إضافة إلى قلة الممثلين وأزمة المخرجين، فالجزائر لا تملك سوى أربعة مخرجين قادرين على إنجاز مسرحية إذاعية''، إلا أن شنيوني لم يقل لماذا تعجز الإذاعة في 2010 عن إنجاب مخرجين مؤهلين؟ وأشار الكاتب الإذاعي علي أعراب، من جهته، إلى وجود ما أسماه ''الرهان على مظاهر فنية ساقطة وحقن أذواق الشباب بمواد بسيطة جدا تضر بمكانة الدراما المسرحية''. واتفق الجميع على أن الدراما لا تعاني من أزمة نص، بل قلة المال تدفع إلى تعديل النصوص بما يتوافق مع عدد الممثلين، ليصبح نصا على مقاس إنتاج يراد به جلب الإشهار ومزيد من المستمعين.