تعيش مؤسسة اتصالات الجزائر أزمة حقيقية بفعل تضاعف عدد العمليات التخريبية التي تستهدف شبكتها مؤخرا، والتكالب غير المسبوق لجماعات اللصوص على سرقة الكوابل الهاتفية، حيث أحصت المديرية الإقليمية المؤطرة لولايات وهران، مستغانم، معسكر وعين تموشنت 85 عملية تخريبية منذ بداية السنة الجارية، ألحقت خسائر مادية للمؤسسة في حدود 20 مليون دينار. حسب آخر الإحصائيات التي تحصلت عليها ''الخبر'' من المديرية الإقليمية بوهران أمس، فإن السواد الأعظم من العمليات التخريبية التي طالت شبكة الهاتف تم تسجيلها في عاصمة الغرب الجزائري، حيث أحصت الفرق الوصية 80 عملية تخريبية في ولاية وهران لوحدها من أصل مجموع 85 عملا تخريبيا تم تسجيله في الولايات الأربع التابعة إلى المديرية، انتهت بسرقة أكثر من 15 ألف متر طولي من الكوابل الهاتفية المصنوعة من مادة النحاس، باعتبار أن شبكات اللصوص التي أصبحت شبه مهيكلة نجحت في الاستيلاء على قناطير من هذه المادة النفيسة لبيعها في شكل نفايات لبعض المتخصصين في تصدير النفايات الحديدية باتجاه الخارج. وقد سُجّل، شهر أكتوبر الجاري، رقم قياسي في عدد الاعتداءات التي استهدفت الشبكة بمجموع 17 عملية تخريبية نجمت عنها خسائر مالية تم تحديد قيمتها بنحو 331 مليون سنتيم. وفي هذا الصدد، اعترف السيد رميل حبيب، المدير الإقليمي للمؤسسة، بتنامي الظاهرة خاصة في بعض المناطق التي تحولت إلى بؤرة نشاط مكثف لهذه الشبكات اللصوصية، على غرار مقاطعة الأمير عبد القادر ببلدية سيدي الشحمي، ومقر هذه الأخيرة، والمنطقة الصناعية السانيا، وحي 200 مسكن بنفس البلدية، إلى جانب التوسعة الجديدة للمدينة مثل حي الياسمين والصباح، مضيفا بأن إدارة المؤسسة تستعمل كل الوسائل القانونية المتوفرة لديها من أجل وضع حد لهذه الظاهرة لدرجة أنها سخرت فرقا عمالية مهمتها استطلاع ومراقبة الشبكات في المناطق المستهدفة خلال ساعات متأخرة، زيادة على تسجيل دعاوى قضائية ضد مجهول من أجل التوصل إلى مقترفي هذه الأعمال التخريبية.