لم يكن أحد في دوار الشلال ذو الطبيعة الهادئة يتصور أن يكون دفتر عائلي كان قبل كل شيء رابطا بين الأخ وأخيه، أن يتحول إلى دافع للقتل ويعيد إلى الأذهان صورة الشر الذي قضى من أجله قابيل على أخيه هابيل، لكن هذه المرة في صورة أشنع لأن السبب هنا بالتأكيد ليس هو الذي هناك. ما حدث في دوار الشلال بولاية المسيلة، لا يعدو أن يكون سوى نسخة مكررة للشر الكامن في النفوس على مر العصور من جرائم، شهدت أطوار إحداها مؤخرا محكمة الجنايات بالمسيلة التي أدانت فيها المدعو ''ب.ص'' بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، بمعاقبته بعشر سنوات سجنا نافذا، وهي الجريمة التي راح ضحيتها شقيق المتهم وأشعل فتيلها أخ آخر للضحية وابنه. وقائع القضية تعود إلى تاريخ 11/60/6991 عندما حرر رجال الدرك الوطني ببلدية الشلال محضرا أثبتوا فيه أن فرقة الحرس البلدي أخبرتهم بمقتل الضحية ''ب.م'' بعد تعرضه للضرب والجرح من طرف أخيه. وثبت من خلال الوقائع أن هذا الأخير قام رفقة ابنه وابن أخيه بالتوجه نحو بيت الضحية مدججين بأسلحة بيضاء، طالبا من الضحية تسليمه الدفتر العائلي الخاص بوالده لغرض يبتغيه في مصلحة الحالة المدنية، وحين أجابه الضحية بأنه لا يحتكم على الدفتر المذكور، بدأ يشتم ويهدد بحرق المنزل ومن فيه، قبل أن يتدخل أبناءه لتهدئة الوضع، لكن الأمور تجاوزت إلى الدخول في مشاجرة مع أبناء الضحية الذي تعرض إلى اعتداء بواسطة سكين كان كافيا للفظ أنفاسه الأخيرة. ومع ذلك بقي المتهم ومن معه ملوحين بزجاجات البنزين في محاولة لحرق المنزل وتسلق الحائط وتهديد أبناء القتيل وسبهم.