وصل أمس، الرئيس الصيني هوجين تاو إلى باريس، حاملا في حقيبته مشروع صفقة ضخمة قد يوقعها مع نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إذا التزم هذا الأخير الصمت في قضية التضييق على الحائز على جائزة نوبل للسلام، ليو كساوباو. و استقبل الرئيس الصيني، رفقة زوجته والوفد الهام الذي يقوده، استقبالا رسميا مميزا. وتعتبر هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها تاو لفرنسا منذ اعتلاء ساركوزي الحكم. وكانت الزيارة التي قام بها ساركوزي إلى بكين في 2007 توجت بعقود في حدود 20 مليار أورو. ويرتقب أن تكون الصفقة هذه المرة في نفس المستوى أو أكبر. قد تشمل بيع 36 طائرة من نوع ''أيربيس'' بقيمة 3.78 مليار دولار، إضافة إلى آلات خاصة بالصناعة النووية تقدمها أريفا قيمتها 3 ملايير أوو. أما ''توتال'' و''أكسا'' و''ألكاتل'' فقد يوقعون على مشاريع بقيمة 1,1 مليار دولار. ويقول قصر الإليزي أن كل المواضيع ستطرح على طاولة الحوار خلال الزيارة التي تدوم ثلاثة أيام، فيما ترى المنظمات غير الحكومية ''تنازلا'' لصالح بكين وتصف الصفقة ب ''الفضيحة''، لكن الوضع الاقتصادي الراهن لا يترك مكانا للمشاعر إذا كان في ذهن المسؤولين الفرنسيين قصة الصفقة الهائلة مع الإمارات في مجال الصناعة النووية والتي فلتت من أيديهم لصالح الكوريين بمعدل نمو 10 بالمائة مقابل معدل فرنسي ب 1.6 الصين تجاوزت اليابان من حيث الدخل القومي وأضحت تحصد في جميع الاتجاهات باكتساح السوق الدولية وتحتل المرتبة الخامسة عالميا في الاستثمار ب 52 مليار دولار في .2009 وتمثل الصين أكبر سوق للمنتوج الفرنسي بنسمة 33,1 مليار في .2009 كما يمثل سوق السيارات مصدر استرزاق هائل بالنسبة لفرنسا، حيث بيعت 9,36 مليون سيارة في 2009 وتزايد الرقم في 2010 بمعدل 20 بالمائة. ووصل التبادل مع فرنسا 22 مليار دولار في 2009 و12 مليار في السداسي الأول من 2010 وتوجد 200 شركة فرنسية على التراب الصيني. هذه أرقام تجعل مسألة حقوق الإنسان تختفي من طاولة الحوار وقد فتح تاو ''طريق الحرير'' لنظيره الفرنسي.