في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أتاني جبريل فبشّرني أنّ مَن مات من أمّتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنّة'' أخرجه البخاري ومسلم. فكلمة التوحيد ''لا إله إلاّ الله'' تعني: لا معبود بحق إلاّ الله، وتقتضي إفراد الله تعالى بجميع العبادات وعدم إشراك غيره معه، فالشرك ظلم عظيم. قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتُكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الزمر: 65، وقال أيضًا: {وَقَضَى رَبُّكَ ألاّ تَعْبُدُوا إلاّ إيّاهُ} الإسراء: 23، وقال: {قُلْ تَعَالَوْا أتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكْم عَلَيْكُمْ ألاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} الأنعام: 151، وقال أيضًا: {إنّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْركَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء} النساء: 48، وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دون اللهِ مَا لاَ يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون} يونس: .18 وفي الحديث القدسي: ''يا ابن آدم لو جئتني بقِراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة'' رواه الترمذي وغيره. فمن صرف عبادته كالدعاء والاستعانة والاستغاثة والذبح والنذر وغيرها من الأعمال الظاهرة والباطنة الداخلة في مسمّى العبادة لغير الله فقد أشرك. وعلى المؤمن أن يجتهد في الطاعة ويطمع في فضل الله، فالرضى والجنّة إنّما بفضل الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''قاربوا وسدّدوا واعلموا أنّه لن ينجو أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل'' أخرجه البخاري ومسلم. نسأل الله أن لا يحرمنا من فضله وكرمه ويغفر لنا ويشملنا بسعة رحمته إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، آمين.